سلاما أيُّها العراقُ الحبيب ، سلاما لكلِّ حَبَّةِ رملٍ تَغفو على أرضِك ، سلاما لكلِّ رابيةٍ فيكَ تَعلو شموخا وكبرياء ، سلاما لكلِّ سُنبلةٍ فيكَ تنتظرُها أفواهُ اليَتامى ، سلاما لكلِّ كلمةٍ طيبةٍ تنتظرُها أسماعُ الثكالى .
أنتَ كبيرٌ يا عراق ، ولِذا إجتمعوا عليك ، وأنتَ شُجاعٌ يا عراق ، فتآلبوا عليك .
وها نحنُ النسوةُ العراقيات الصابرات المنتفضات . قد عزمنا على إستثمارِ الإرثِ العظيم الذي تركنه لنا نسائنا العظيمات من خلال تسطيرهُنًَّ أعظم مواقف التضحية والجهاد والحضور الفاعل المُشرف في ساحات المواجهة والتي من خلالها أثبتنّ الدور الفاعل والمطلوب من قبل المرأة التي أرادها البعض أن تكون حبيسة بيتها ! ولمَ لا تكون المرأةُ صاحبةَ موقفٍ وقرار ؟ أو ليس المرأة مكلفة في ذلك ؟ أوليس المرأةُ نصفَ المجتمع ، بل وعليها تربيةِ النصف الآخر ؟ أو ليس المرأةُ أكثر عددا من الرجال ؟ نعم فنحن نهزّ المهد بيد ، ونهزّ العالم بيدنا الأخرى .
أسباب كثيرة ودواعٍ مهمة جعلتنا نُشَمِّرُ عن سواعدِنا ، ونَحِثُّ الخُطى لأجلِك يا عراق ، فإنما نَستلهِمُ منكَ العزيمةَ ، ونَستمدُّ من جراحِك القوةَ والإصرار .
إنًَّ جُرحَكَ الدامي لا زال يَنزِف ، بل لازالَ يُصِرُّ على النزيف .
وأنتَ تَعلمُ جَيدا ، بأنّنا جادّونَ في تطبيبك ، وصادقون في حُبِّك ، الذي كتمناهُ بينَ الجوارحِ والجوانح ، لكّنا وجدنا ، أنّها لا تستوعبَ حُبَّك ، فهو الأكبرُ والأطهر .
تَحبّب أو تَذرّع أو تَأبّى فلا واللهِ لا أزدادُ حُبّا
مَلكتَ ببعضِ حُبِّك كلَّ قلبي فإن رُمتَ المزيدَ فهاتِ قلبا
بلى يا عراق ... حُبُّكَ الأطهرُ والأكبر ، نُعلنُهُ أمامَ الملأ ،
أمامَ القلوبِ الطاهرة ، ونَنتظِرُ أن تَزحفَ صوبَك ، وتفتحَ ذراعَيها لتَحملَ حُبَّك ، وتتوكأَ على جِراحِها لتداويَ جُرحَك .
ولنتذكر جَميعا ، أنَّ الأمَّ ، أحبُّ أبنائِها إليها ، الفقيرُ حتى يَغنى ، والمريضُ حتى يَشفى ، والغائبُ حتى يعود ، والصغيرُ حتى يكبر .
فكيفَ بِمَن ليسَ لها إلا إبنٌ واحد ؟
كان كبيرا فصَغّروه !
وكان مُعافى فأمرضوه !
وكان غَنيا فأفقروه !
وكان شاهدا فغيَّبوه !
لذا ، فلتتأكد وتَشتدِ العزيمةُ والإصرار ، في بذلِ كلِّ الإمكاناتِ والطاقات ، والسعيِّ الجادِّ المتواصل ، لأجلِ توحيدِ الصفوفِ الوطنيةِ المخلصةِ ، بغضِّ النظرِ عن كلِّ شيء ، سِوى الولاءُ والإخلاصُ ، للعراقِ ولشعبِ العراق ، ومن الله التوفيق والسداد