أم حرام بنت ملحان الأنصارية
هي من بشرها النبي (صلى الله عليها وسلم ) بأنها ستغزو في البحر
وستكون من الأولين الذين يغزون البحر وهي رائدة في سبقها للإسلام
والالتزام بمبادئه ورائدة في المشاركة في غزوات النبي (صلى الله عليه وسلم )
وفي نقل أحاديثه وحفظها وروايتها ورائدة في جهادها في شبابها وكهلها
وفي استشهادها .
هي أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام
بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار الأنصارية النجارية المدنية.
فهي من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لأن آمنة بنت وهب من بني النجار.
- أمها: مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي
بن عمرو بن مالك بن النجار.
- أخوها: حرام بن ملحان،
الشهيد الذي قال يوم بئر معونة: (فزت ورب الكعبة) وذلك حين طعنه المشركون
من ظهره غدرا، بحربة خرجت من صدره رضي الله عنه.
-أختها: أم سليم بنت ملحان زوجة الصحابي الجليل أبي طلحة
وأم أنس بن مالك وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان (أي أم سليم).
-زوجها: عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي: يكنى أبا الوليد
وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن العجلان. كان نقيبا من نقباء العقبة الأولى والثانية والثالثة.
شهد بدرا والمشاهد كلها.
~0[اسلامها]0~
كان زوجها عبادة بن الصامت من بين النقباء الاثنى عشر
الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في العقبة
وهي العقبة الأولى وأسلمت أم حرام وأختها أم سليم
فكانتا من أوائل المسلمات في المدينة حيث وجدوا في الإسلام ما فطروا عليه من فضائل
فاستجابا بسرعة وشرعتا في تطبيق مبادئه وتعاليمه .
أم حرام في الحرب
شاركت أم حرام في غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد شاركت في غزوة أحد
وحنين والخندق والفتح والطائف مع زوجها عبادة رضي الله عنه
وكانت من بين اللاتي يقمن بتشجيع المجاهدين وبث الحماس فيهم وتذكيرهم بثواب الجهاد
في الدنيا والآخرة ويساعدن في خدمة من يحتاج إلي مساعدة من المقاتلين
ويحملن الماء يروين ظمأ الجرحى الظامئين ويضمدن الجراح وما إلى ذلك
وقد جاهدت في أواخر حياتها فكيف لا تجاهد في شبابها
أم حرام في السلم :
كانت أم حرام تسمع وتعي وتحفظ كل ما تسمعه عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
وتروي الأحاديث عن رسول الله وتعلم النساء دينها .
~0[بشارة الرسول لها وتحققها ]0~
حدث أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان يدخل على أم حرام
بنت ملحمان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله يوما .
ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك
قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة،
أو مثل الملوك على الأسرة
قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. ثم وضع رأسه، فنام، ثم استيقظ وهو يضحك،
قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، كالملوك
على الأسرة- كما قال في الأولى-
قالت: فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم
قال: أنت من الأولين.
وهكذا بشرها رسول! الله صلى الله عليه وسلم أنها ستغزو في البحر،
وستكون من الأولين الذين يغزون في البحر، وربما كانت من الشهداء في تلك ا لغزوات.
تحقق النبؤة
لم تتحقق النبؤة في عهد رسول الله ولكن تحققت عندما تولى عثمان بن عفان الخلافة
وطلب منه معاوية بن سفيان أن يغزو البحر ولم يزل به حتى وافقه على ركوب البحر
ومنذ ذلك اليوم بدأ غزو البحار وسمعت أم حرام بذلك فتذكرت نبؤة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكانت قد وصلت الى خريف العمر وبلغت من الكبر مرحلة لا تستطيع أن تجاهد فيها
لكنها تلهفت إلى الجهاد في سبيل الله وفي ركوب البحر وطلبت من زوجها أن يستأذن لها
من عثمان بن عفان وألحت عليه حتى وافق لها بمرافقة الجيش
~0[وفاتها ]0~
وانتهت المعركة واستعدت الجيوش للعودة من حيث جاءت وقد غنمت وما غرمت .
وبدأت ترجع إلى الشام على سفنها، كالملوك على الأسرة.
وتهيأت أم حرام للعودة، متوكلة على الله. ولكنها كانت قد أسنت وضعف جسدها، ووهنت قوتها،
فقربوا لها بغلة تمتطيها، لتوصلها إلى السفينة المعدة لها.
فزلت قدمها وسقطت على الأرض، لا تقوى على النهوض.
أسرع إليها زوجها عبادة رضي الله عنه، وعدد من كبار الصحابة يساعدونها ويسعفونها
لكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. مطمئنة النفس باسمة الثغر مشرقة المحيا.
فنقلوها إلى حيث قاموا بتجهيزها ثم دفنها وذلك في العام السابع والعشرين من الهجرة.
وأصبح قبرها وهو موجود في قبرص يسمي بقبر المرأة الصالحة فرضي الله عنها وأرضاها.