ماذا أقولُ
وقد تداعى الحرفُ من شجن
ومن ألمٍ لتوديع العراق؟!
يا مهرةً عربيةً
كانت على مرِّ العصور
مع الحضارة في سباق..
آه.. وآه يا عراق..
ها نحنُ نرسمُ أغنيات الموت
تنذرُ بالنهاية
حيثُ ألفُ حزينة ثكلى
وأيتامٌ وجرحى قد هَوَوا
ودمٌ على أعتاب (بغداد) يُراقْ..
وَيْحِي على أم المهازل
و الحواسم يا عراق..
و علوج قرصنة الغزاةْ..
تدوس في حقدٍ على مجد الحضارة
بين دجلة والفراتْ..
والصامتون الخرس
أصنامٌ مواتْ..
أبكيك (بابل) منبع التاريخ والأحرارْ..
أذرف عبرة حرّى
على أرض العجائب والحدائق
ثم علّقها احتضار الأمس
بعثرها.. فتاهت بين آثارٍ تُدنسُ بالدمارْ..
آه.. وآه يا عراق..
اليومَ يرتحلُ العراق
اليوم نعلنُ في نوادينا
وداعاً للعروبة والأشاوس والرفاق..
خذلوك بغداد الرشيد فأحجموا
خذلوك يا مثوى الهداة الطاهرين
وباعك (صدام) في ذل مراقْ..
وغاب عنك مجاهدوه
وسلموا مجد الرصافة والعراقة للغريب
وأسودت العتبات فيها بالقذى والاحتراقْ..
تركوك نهب عصابة الأشرار تقتسم الغنيمة
ثم تأخذ ما تريد من المناطق
والنشامي يقبلون على النصارى
بالورود وبالعناقْ..
آه على الباقين حين تمنطقوا
حُلَلَ الخديعة والنفاقْ..
آه.. وألف خديعة تغتال فرحتنا
وقد كدنا نصدق أن فيك الصامدين على وفاقْ..
أبكيك من وجع
إذ الأكراد قد خانوا صلاح الدين
بل خانوا الأوائل
والعمالقة الذين استنهضوا الدنيا
ففجروا بركانها عزماً
يُروي القلب في الأعراق باقْ..
أبكيك يا بغداد
اسرح في الفضاء..
أرى انحناء الرأس يذوي (كربلاء)..
ويزيح (بصرتنا) عن التاريخ
يبعد (موصل) الآبار عن (كركوك)
والدمعُ يشرق في المحاجر والمآقْ..
يا غربة الأوطان
غاصت في الشظايا والدماء المستباحة
تكتب الكلمات عن وقت الفراقْ.. آه.. وآه.. يا عراقْ
ماذا أقول
وقد تداعى الحرف من شجن
ومن ألم لتوديع العراق؟
لا شيء إلا عبرةٌ حرّى
وحزن قصيدة
قالت وداعاً يا عراقْ..