ليست من قطع الأثاث الأساسية لا
حدود لعالم الديكور والتزيين الداخلي، جملة، ربما، تكون مفيدة في الحديث
عن الابتكارات، القديمة والحديثة، التي تختص بهذا الفن، الذي لا يقف عند
حدود المخيلة فقط، بل يتعداه الى العلم والهندسة وكل ما يتصل بهما في عالم
الديكور، وتعد الاستفادة من المساحات داخل البيت من خلال إضافة لمسات
جمالية، من أهم وأدق الأعمال في عالم الديكور، منها، على سبيل المثال،
استخدام قطعة من الموبيليا تسمى بالفرنسية enfilade وهي عبارة عن طاولة
بارتفاع لا يتجاوز 85 سنتيمترا وعرض لا يفوت 40 سنتيمترا، يتم استخدامها
كخلفية للكنبة التي تتوسط الصالون عادة أو التي تفصل بين صالون وآخر،
حدودها التقريبية هي الحدود التي يصل إليها ظهر الكنبة، مما يسمح لها بأن
لا تظهر هي بحد ذاتها بل ما يظهر منها هو التحف التي توضع عادة عليها أو
حتى الأزهار وغير ذلك من أشياء كثيرة للتزيين. لكن الأمر المثير في
هذه القطعة، أن العثور عليها صعب قليلاً، ويكاد يكون غائبا في الكثير من
محلات المفروشات، والسبب أنها قطعة من القطع غير الأساسية في المنازل،
لذلك لا يمكن العثور عليها إلا في الأماكن المتخصصة ببيع القطع التجميلية،
عدا انه يمكن الحصول عليها من محلات التحف القديمة، ففي أوروبا على سبيل
المثال وبسبب المساحات الصغيرة للشقق يعتبر استعمال هذه القطعة من الأمور
المستحيلة، ويعمل الكثير من مهندسي الديكور على الاستفادة من المساحات
الخلفية للكنبة، بوضع قطع من الأثاث التي لا يحصر استخدامها في المجال
التجميلي فقط. أما في المنازل أو الشقق التي تحتوي على صالون
بمساحة كبيرة، فإن استخدامها عادة ما يكون للفصل بين صالون وآخر، إذ من
الممكن استخدام هذه القطعة على اعتبارها تحفة فنية لتوضع عليها قطع فنية
أخرى، منها ما يتعلق بذاكرة أصحاب المنزل أنفسهم، أو حتى وضع أباجورة
لإضافة الضوء، الأمر الذي يستعمل غالباً إذ يساعد الضوء على القراءة
بالنسبة للشخص الذي يستعمل الكنبة، كما أنه قد يستخدم لإضفاء أجواء
رومانسية للجلسات الخاصة والحميمية، لا تقف حدود استعمال هذه القطعة عن
هذا الحد. فرغم أنها مجرد قطعة تجميلية، إلا أن تصميمها يلعب الدور
الكبير في كيفية استعمالها، تقول مهندسة الديكور الداخلي إيزيس كاريات،
بأن طريقة صناعة هذه القطعة يدخل بها النمط الثقافي والهندسي لكل بلد
تستخدم فيه هذه القطعة، ففي الثقافة الأميركية حيث تفضل البيوت الكبيرة،
حتى في المدن، فإن صناعة هذه القطعة تتم وفقاً لهندسة وتصاميم فيكتورية
قديمة، ما يعني أن وجودها داخل الصالون لا يستخدم فقط كفاصل بين صالون
وآخر فقط، إنما هي عبارة عن منحوتة فنية من الخشب، تماماً كما كانت تستعمل
في أوروبا بدايات القرن العشرين في البيوت الكبيرة. أما في أوروبا،
حالياً، فإن استعمالها يتم بوجهين، باستثناء البيوت الكبيرة، التي يمكن أن
تستعمل فيها كقطعة فنية، فهي هذه الأيام يمكن أن تصمم على شكل خزانة صغيرة
بثلاثة أو أربعة أبواب وأدراج داخلية أو خارجية ظاهرة، من أجل الاستفادة
من المساحة التي تغطيها، في حين أنها يمكن ان تكون عبارة عن ثلاثة ألواح
من الخشب لتوضع بين الكنبة والجدار مع عدة رفوف أيضاً، وبهذا تلعب الدور
التجميلي، وفي نفس الوقت، يمكن الاستفادة منها لتخزين أغراض كثيرة لا
تستعمل يومياً، أي أنها من الممكن أن تلعب دور المرآب أو الخزانة السرية
غير الظاهرة في قلب الصالون، وبهذا يمكن أن تظهر على أنها مجرد رف صغير
يلتصق بالكنبة وبهذا يمكن وضع رفوف فوقها مباشرة للاستفادة من المساحة
الفارغة على الجدار نفسه، وطريقة الاستعمال هذه فقط في الشقق الصغيرة التي
لا يتمكن أصحابها من استعمالها كتحفة فنية. أما الجانب الآخر فهو
يتعلق بثمنها، إذ يقدر الثمن عادة حسب نوعية الخشب المستعمل في الصناعة،
وفي المدرسة الأميركية للهندسة الداخلية، فإن استعمال خشب الجوز الناشف
والموشح قليلاً بخيوط بيضاء غير ظاهرة تقريباً يمنح القطعة الغنى الحقيقي،
أما القطع التي تصنع عادة من خشب الكرز الميال الى الاحمرار، الذي يضفي
المزيد من الدفء على المكان الذي توضع فيه، فإنه يبقى الأعلى ثمناً، وهذا
الأمر فقط يتم في القطع ذات التصميمات الفنية، حيث تحفر الرسوم على الخشب
باليد، على عكس غيرها من التصميمات التي تستخدم في صناعتها الأساليب
الجافة ذات الخطوط الواضحة، أما التصميمات الأخرى فهي عادة ما تتم بأنواع
رخيصة من الخشب، حيث الدور الفني المتحفي لا يلعب دورا كبيرا فيها.