البدانة عند الاطفال

البدانة عند الأطفال: الوقاية والعلاج

يزداد انتشار البدانة بصورة كبيرة في العالم الغربي ومع استيرادنا لطريقة حياتهم أصبحت البدانة تلازم حوالي نصف سكان الإمارات ولعل البدانة عند الأطفال المشكلة الكبرى التي لم تسلط عليها الأضواء بشكل كاف. ولما كانت نسبة السكري في الإمارات هي الأعلى في العالم بسبب البدانة والزواج من الأقارب فقد كان لناهذا الحوار مع رنا الدقر/ أخصائية التغذية في مركز كوزمِسيرج للجراحة التجميلية والجلدية والليزرية والأسنان بدبي

ما هي أسباب البدانة عند الأطفال؟

هناك عادات سلوكية و عادات غذائية خاطئة تسبب البدانة و أهمها:
أولاً : مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة وممارسة ألعاب الفيديو و اللعب على الكمبيوتر.
فلقد أثبتت الدراسات أن الأولاد الذين يشاهدون التلفازتزداد أوزانهم بصورة أكبر و أن نسبة البدانة عندهم هي ضعف نسبة البدانة عند الأولاد الذين لا يهتمون بمشاهدة التلفاز لمدة طويلة بلا حركة كما انهم يشاهدون دعايات الطعام بنفس الوقت وهذا يخلق عندهم رد فعل انعكاسي يشجعهم على تناول المأكولات غير الصحية أثناء مشاهدة التلفزيون بدون الشعور بكمية أو نوعية الأغذية التي يتناولونها.

ولقد أثبتت الدراسات أن مشاهدة التلفزيون وخصوصاً الصور المتحركة واللعب على الكمبيوتر يؤدي لإعتياد العين على الحركة السريعة و بالتالي تصعب القراءة على الطفل لأن القراءة تتطلب حركة أبطأ للعين.
وأود أن أقول أن الأم التي تشجع أولادها على القراءة هي أم واعية ومدركة لأنها بذلك تقدم لهم أكبرهدية.

ففي عالمنا هذا تتغير المعلومات بشكل مستمر ولا يكفي أن نحصل على الشهادة الجامعية و إنما الأساس يكمن في متابعة التعليم المستمر وهذا يأتي فقط عندما يكون الإنسان محباً للقراءة.
وهناك الكثير من الآباء والأمهات الذين يتركون أولادهم ويلعبون بالكمبيوتر ويشاهدون التلفاز لساعات طويلة في غرفهم الخاصة للتخلص من العناية بهم أي استعمال التلفزيون كمربية رخيصة
(Cheap baby sitter) .

ثانياً: النوم المتأخر وعدم تناول وجبة الفطور:
من العادات السيئة في بلادنا السماح للأطفال بالتأخر في النوم مما يدفعهم الى تناول الطعام قبل النوم مما لا يتيح الفرصة للجسم بأن يحرق الطعام وهذا يساعد على زيادة الوزن فضلاً على أن الطفل يستيقظ متأخراً غير جائع وليس عنده وقت لتناول الفطور ومن المعروف علمياً بأن وجبة الفطور هي أهم وجبة في اليوم سواء للصغار أو الكبار فهي تزود الطفل بالطاقة التي يحتاجها أثناء ذهابه الى للمدرسة وتزود الدماغ بالسكريات الضرورية لعمل الدماغ حتى يصبح الطفل قادراً على استيعاب دروسه قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (بوركت أمتّي في بكورها).

أما بالنسبة للعادات الغذائية الخاطئة فهي كثيرة وأهمها :

أولاً: تناول الوجبات السريعة
فهذه الوجبات مليئة بالحريرات والدسم المهدرجة المشبعة التي تزيد من نسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثية وتؤدي الىالسمنة عند الصغار وإلى السمنة وتصلب الشرايين عند الكبار.

ثانياً: تناول الكولا والعصائر:
إذ أنه في بلادنا الحارة نحتاج الى كميات كبيرة من السوائل ، والماء هو أفضل مشروب على الإطلاق لفوائده في تنظيف الجسم من سمومه وتنظيف الكلى وتنقية البشرة.
من الخطأ الإنتظار الى أن نشعر بالعطش إذ يجب أن يعتاد الطفل على شرب الماء بشكل روتيني . من الصحيح أن العصائر تحتوي على فيتامين c ولكنها بنفس الوقت تحتوي على كميات عالية من الحريرات كما أن حليمات الذوق في اللسان تعتاد على الطعم الحلو مما يجعل الطفل يرفض الخضار والفواكه ويطالب بالحلويات والاّيس كريم .
أما بالنسبة للكولا فهي مضرة جداً لأنها تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والسكر والمواد الكيميائية المضرة كما أن الكولا تمنع الجسم من امتصاص الكالسيوم الموجود في الحليب والألبان والأجبان مما يؤثر على نمو وطول العظام .

ماذا بالنسبة للكولا الخالية من السكر أي البدانة عند الاطفال Frown

Diet Cola)؟

تحتوي على نسبة عالية من المحليات الاصطناعية ومن الصحيح أنها لا تحتوي على حريرات ولكن مذاقها الحلويجعل الطفل يعتاد على تناول السكريات كما أن المحليات الاصطناعية مضرة وخصوصاً لجسم الأطفال.
ثالثا: شراء ما يسمى بالمأكولات اللذيذة (Junk food) و تخزينها في البيت :
وهذه الأطعمة مثل الشوكولا و الشيبس لا تحتوي على أي قيمة غذائية بل وبالعكس فهي مضرة لأنها تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والنشويات والدسم المهدرجة والمواد الحافظة والأملاح الضارة والتي نصحت منظمة الأغذية الأمريكية مؤخراً بضررها عند الأطفال.
فوجود هذه الأطعمة بالمنزل تجعل الطفل يتناولها وهي تحتوي على كمية عالية جداً من الحريرات كما أن تناولها يحرم الطفل من تناول وجبات الطعام الرئيسية والتي تكون بالطبع غنية بالمواد الضرورية التي يحتاجها جسم الطفل من بروتين ودسم ونشويات و أملاح معدنية وفيتامينات.

ما هي طرق الوقاية؟
التقليل من عدد التلفزيونات و أجهزة الكمبيوتر في المنزل وتحديد أوقات المشاهدة.
تشجيع الأطفال على القراءة و مكافأتهم لفعل ذلك وأفضل طريقة هي أن نكون قدوة لهم سواء بقراءة كتب ثقافية أو تاريخية أو سياسية أو تلاوة القرآن الكريم.
كما أن اصطحاب الطفل إلى المكتبة ليشتري الكتاب الذي يختاره يولد عند الطفل محبة للقراءة وذلك لتنمية ملكة القراءة عنده.
تنمية هوايات بديلة عن التلفزيون والكمبيوتر لدى الطفل سواء كانت يدوية أو رياضية مثل الخياطة والتطريز والرسم والعناية بالحديقة أو الحيوانات الأليفة أو صناعة الفخار والهوايات الأخرى التي يحبها الطفل حتى يمضي الطفل وقته مستمتعاً بها. كما أن الرياضة على أنواعها سواء السباحة أو الجري أوالكاراتيه تساعد على زيادة الكثافة العضلية بالجسم وبالتالي إزدياد الإستقلاب ومكافحة السمنة.
تشجيع الأطفال على أكل الفواكه والخضار فيجب وضع صحن يحتوي على خضار مختلفة مثل (الخيار والجزر والسيليري والبروكلي..الخ) في متناول الأطفال و صحن آخر يحتوي على فواكه لذيذة و مقطعة و جاهزة للأكل على طاولة الطعام أوطاولات الدراسة.
الضغط على إدارة المدارس لإصدار قراريمنع بيع المأكولات و المشروبات غير الصحية في المدارس كالشيبس والكولا والشوكولا وحيث يقضي الطفل أكثر من نصف وقته بعيداً عن رقابة الأهل.
و أخيراً نقول أن الوقاية خير من العلاج حيث أن علاج البدانة صعب عند الكبارفما بالكم بالعلاج عند الأطفال. بإمكاننا إعطاء أبنائنا أجساداً سليمة بتغيير بعض العادات وبالمتابعة المستمرة بدلاً من فرط الاعتماد على الخادمات

اختي امنية العراق
موضوع جميل ورائه ومفيد
خصوصا وان البدانه عند الاطفال تعتبر من المشاكل المهمه
وضروره الابتعاد عن البدانه للاطفال
وكان موضوعك شامل بكل جوانبه خصوصا وانك تطرقتي للموضوع بكل جوانبه الايجابيه والسلبيه
والاهم من هذا كله هو تطرقك للوقايه منها
احسنت اخهتي العزيزه
ونتمنى انشوف مشاركاتك بصوره اوسع في المستقبل
تحياتي واشواقي