مراحب للجميع... الموضوع الذي أفتحه اليوم هو موضوع مهم جداً وهو يتناول على اقدام بعض الرجال على ضرب نسائهم وهذه مقالة وردت في موقع ايلاف تتناول حقائق جد مرعبة كانت تبكي بحرقة وألم وكأن خديها قد حفر بهما طريق من كثرة البكاء المتواصل، ولم تستطع الحديث في بداية اللقاء ولو بكلمة واحدة حيث آثار الضرب المبرح بادية علي أنحاء مختلفة من جسدها، وكأن الله قد خلقها بجسد ملون بألوان حمراء وزرقاء وسوداء. بعد أن هدأت قليلا أخذت تتحدث بكلمات يعتصرها الألم و الضيق والضياع عن معاناتها اليومية قائلة "اصبح الضرب والإهانة التي تنال من كرامتي كاٍنسانة اللغة الوحيدة التي يخاطبني بها ، حتى وصلت إلى مرحلة اكره فيها نفسي وأكره الرباط المقدس بيننا ،كيف لا وحياتي باتت جحيما لا يطاق، فكرامتي تهان كل لحظة، وأمام أبنائي الذين باتوا لا يخافون مني، بل أحيانا كثيرة اصبحوا يهددونني بشكواي إلى والدهم حين أقوم بتأنيبهم تجاه سلوك سلبي اقترفوه وما شجعهم على ذلك هو تعمد والدهم إهانتي، وإذا أبديت أي اعتراض فانه يفتعل أي شئ لضربي وإهانتي حتى بات الضرب الوسيلة الوحيدة لاثبات رجولته أمام الآخرين.
أخاف التشرد والضياع
وتقول مريم حسين البالغة من العمر 27 عاما : "لا أدري ما الذنب الذي اقترفته في حياتي ولماذا كتب على الشقاء ولم هذا التعذيب الجسدي والمعنوي يوميا... أريد أن أشعر أنني انسانة لها كيانها وتقابل باحترام من قبل زوجها بدل الضرب اليومي أمام أبنائي الخمسة، أفكر أحيانا كثيرة بالانفصال عنه لكنني أعود وأتساءل عن مصير أبنائي أخاف عليهم من التشرد والضياع ، خاصة وأن أباهم إنسان مستهتر لا يهمه مستقبلهم، لذا لا أجده رجلا يمكن أن يحقق لي الراحة النفسية".
حياتي جحيما لا يطاق
أم صبحي تحدثت عن العنف الذي لاقته على يد زوجها قبل أن يتوفاه الله قائلة : "كانت حياتي جحيما لا يطاق حيث كان العنف وسيلته الوحيدة للتعامل معي، كان يضربني بشكل دائم وفي مناطق حساسة من جسدي أشعر خلالها أنني لست سوي جارية تخدم ذلك الرجل شديد القسوة، حتى أبنائي اصبحوا يخلدون إلى النوم قبل غروب الشمس لكي لا يروه لانه أصبح مصدرا للخوف بالنسبة لهم " وتستذكر أم صبحي أن زوجها اعتدي عليها في إحدى المرات بصورة تدل على الهمجية الشديدة، مما أفقدها حاسة الشم وتضحك أم صبحي وهي تقول : "قبل أيام كنت أطبخ لكي أطعم أحفادي وقد احترق الطعام ولم أشم رائحته".
كلمات كسيرة
أما سميرة الشيخ البالغة من العمر 33 عاما تحدثت عن معاناتها اليومية والدموع تملا وجهها في كلمات كسيرة قائلة :"هربت من بيت زوجي في منتصف الليل بعد أن اعتدي على بالضرب دون رحمة وكأنني حيوان، ونسي أنني أم لابنائه الثمانية الذين عملت على تربيتهم ليل نهار وتركت الدراسة من أجلهم وعشت فترة بعيدة عنهم لكي افرض عليه واقع جديد بعدم ضربي ولكن هيهات..".
وتضيف سميرة بعبارات ملأي بالسخرية : "أين هم أولئك الذين يتحدثون عن العنف انهم مهما تحدثوا فلن يستطيعوا أن يتصوروا معاناتي، كنت أهان يوميا وعندما ذهبت لاحدي المؤسسات لم أجد عندها سوي أنها وجدت في حالتي قضية للاشتغال عليها دون أن تساهم في حل المشكلة وأنا الآن في بيتي اضطررت للعودة إليه خاصة و أنني يتمية وليس لدي خيار آخر".
حوار الأيدي
وتضيف وهي تحاول أن تغط يدها وتلفها بمنديل كي لا تبدو آثار العنف عليها : "لا أدري ماذا أفعل ساعدت زوجي ووقفت بجانبه في السراء والضراء وكان جزائي الوحيد الضرب والإهانة حتى تسللت الكآبة إلى قلبي ولم يعد يجمع بيننا سوي حوار الأيدي وتجاور المكان.... إنني أعيش في جحيم حقيقي حيث لا تعاطف يحقق الائتناس ولا صحبة هنية تبعث الأمان وسط مستقبل مجهول.
في عيادة خاصة بالنساء التقينا بها والدموع تملا عيونها وبعد محاولات عديدة للحديث معها قالت: "كل كلمات الدنيا لا يمكنها أن تعبر عن مأساتي فأنا أكثر النساء عرضة للعنف ليس من قبل زوجي فقط ولكن من قبل أهله أيضا رغم أنني حريصة جدا على تلبية جميع طلباتهم".
أموت ببطء
وتضيف آمال أنا هنا من أجل أن أحصل على شهادة طبية تفيد بأنني قادرة على الإنجاب على عكس ما يتهمني به أهل زوجي ويهددوني دائما بتزويجه بعد أربع سنوات من ارتباطيبه وعلى الرغم من أنني لم أكمل بعد عامي الواحد والعشرين كل الأطباء أكدوا لي مقدرتي على الإنجاب إلا أن آذان زوجي وعائلته ترفض تقبل هذه الحقيقة ويكون جزائي اليومي الضرب والإهانة والتعذيب، إنني أموت ببطء ولا أحد يهتم بي.
أما ليلي أحمد فتري أن معاناتها هي الأشد سوءا وعذابا تقول عن ذلك : "أنا أم لأطفال منهم من يعاني من التلاسيميا وآخرون معافون ، وأعمل ليل نهار من أجل راحتهم وراحة والدهم رغم الذل والهوان الذي ألقاه على يديه حتى أنه تزوج في النهاية من أرملة لديها أبناء يقوم على تربيتهم في حين يرفض الاهتمام بأبنائه".
حياتي كابوس مدمر
تحدثت ليلي من فوق سطح منزل عائلتها مشيرة إلى أن والدتها قامت بطردها إلى السطوح هي وأبنائها دون رحمة ، وتضيف كم من الليالي بكيتها نتيجة الذل والهوان الذي لقيته على يد زوجتي وأسرته، كم من سنين العمر ضاعت في التوسلات لطلب الرحمة ومنحي بعض حقوقي وحقوق أبنائي دون مجيب ، أصبح أبنائي بلا مستقبل وحياتي تحولت إلى كابوس مدمر... كثيرا ما أشعر أنني مجرد متشردة لا مأوي ولا أمل في مستقبل، تركني زوجي مع أبنائي عقابا لي على مرض أبنائي وكأنني وحدي أتحمل هذه النتيجة عن زواجنا، فنحن أبناء خالات وإذا كان أدرك ذلك متأخرا فما ذنب الأبناء ؟!.
المفاجأة الكبرى
وللرجل رأي آخر ، فالكثير منهم كان يستغرب أسلوب الضرب مع شريكة حياته وكأنها عادة غير موجودة وأسلوب انتهي منذ زمن ومبالغ فيه ولعل أغربها كان اللقاء مع أحد الرجال الذي قابلناه صدفة وأنكر أنه اعتدي على زوجته بالضرب ولكن حين تعرفنا على زوجته كانت المفاجأة الكبرى حيث كانت واحدة من كثيرات يتعرضن للضرب بشكل مستمر كان هذا الرجل يعيش أوهامه الخاصة به كرجل مثالي نظريا ووسط الناس ، لكنه حين يغلق باب المنزل عليه وعلي زوجته كانت الصورة تنقلب إلى نقيضها ويتحول التفاهم والود أمام الناس الى ضرب وإهانة خلف الجدران.
الشباب يتحدثون
مجموعة من الشباب التقيناهم في جامعة الأزهر في غزة أكدوا أن أسلوب الضرب هو عنوان لحياة ملاي بالعذاب والجحيم موضحين أنهم لن يسلكوا هذه الطريق مهما كانت الأسباب والظروف حفاظا على الرباط المقدس وعلى الأسرة والأبناء ، وقالوا أنهم يحلمون بحياة تختلف عن حياة أسرهم التي حملت لهم الكثير من المعاناة اليومية بسبب المشاحنات بين الوالدين وتعرض الام غالبا إلي تسلط وإهانة الزوج.
دعوة..خاصة
د. عوني سكيك طبيب القلب المتخصص في مستشفي الشفاء في غزة قال : "العنف المستخدم ضد النساء قد يؤدي إلى حدوث جلطة في القلب تصل إلى الدماغ مما ينجم عنه شلل نصفي مشيرا إلى وجود حالات أصيبت فيها نساء بجلطة جراء العنف الموجه إليهن و أضاف: "النساء في سن الأمان هي أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية جراء الغضب والحزن والألم والانفعالات حيث يكون لذلك تأثير مباشر على الشرايين التاجية". ودعا د. سكيك إلى عدم استخدام العنف ضد النساء لان من شأنه تدمير الحياة بأكملها.
والآن بعد الاطلاع على هذه الحقائق كا تعليقكم الشخصي حول الموضوع؟ وكيف تنظرون شخصياً الى ضرب الزوجات؟؟؟ وهل يحق للزوج القيام بذلك؟؟ وأي سؤال يتشعّب من هذا الموضوع الواسع..