من المضحكات المبكيات في هذا الزمن الرديء الذي أصبح فيه النهب والسرقة الموصوفة أمر جد عادي بين مكونات المجتمع حتى صرنا بيئة رخوة وأرضية خصبة لكل أنواع الإحتيال والإثراء السريع .
كثر في هذا العقد الأخير من الزمان في دولنا العربية هذا النصب الذي امتد وشاع بين الطبقات كالهشيم ولم تسلم منه المؤسسات الإقتصادية والإجتماعية وحتى الإنسانية ،
فبرزت بشكل ملفت للغاية ثقافة الكسب السريع التي اجتاحت البلاد والعباد وفي شتى المجالات .فنحن نحتاج أكثر من اي وقت مضى إلى مجابهة اللصوصية وكل أنواع الإحتيال لحماية المجتمع من هكذا ظاهرة التي تسري في النفوس ولا تلجمها النصوص القانونية ،وذلك بالقيام بحملات التوعية والتنوير للمواطنين من كل ألوان الغش والتدليس والإحتيال على غرار الجميعيات التي تعني بحماية المستهلك مادام القانون غير قادر على ذلك ولا يستطيع حماية المغفلين ومادامت شهوة المال والإثراء السريع واللهث وراء المصلحة الشخصية تعلو على الكل وغدت الوسيلة لا يعير لها الإهتمام امام جشع الفرد ووحشيته ،ناهيك على وجود المرتع الحقيقي لنمو مثل تلك الطفيليات من الإنتهازيين والوصوليين ،ومن الفساد المستشري والرشوة المتسيدة الوضع العام والزبونية والمحسوبية هي سمة العصر زيادة على التفلت من العقاب وتهريب الأموال الغير الشرعية والأدهى من ذلك يلقى البعض ممن نهبوا أموال الشعوب كل الترحاب بعد ما تقادمت مدة العقوبة والغريب أننا ننسى ،والانكى من هذا وذاك اتخاد مثل هؤلاء المثل والقدوة رغم فظاعة الجريمة وهول المصيبة .فكم من الإعانات الدولية للمعاق ،السكن الغير اللائق،التربية الغير النظامية ،..و الأعمال الخيرية نهبت وكم من المؤسسات العمومية منها او الخصوصية سرقت وكم وكم ولم يرحموا الإنسان حتى وهو يعاني من خطب الكوارث الطبيعية بدل ان تبرز إنسانيته في إعانة المنكوبين ومباشرة عملية إنقاذ ما يمكن إنقاده كشرعن أنيابه مرة اخرى واختلس ما يمكن اختلاسه سواء كان من الإعانات أو من ممتلكات المتضررين .
ولعله من الأليق الإشارة إلى أن مايحصل الآن من الاختلاسات التي أبدعنا فيها ولم نكتف بما استوردناه من الغرب فأصبح لذينا ثراثا نتباهى به ونضاهي كل اللصوص وجباهدة الإحتيال ،ومع كل الاسى والأسف حتى القانون المعمول به في دولنا مليئ بالثغرات إضافة إلى انعدام المراقبة الجادة وانتهاءا بالأحكام المخففة للسارق أو المحتال ،فسارق الدجاجة مثل سارق الثور فلا عقاب من جنس الجرم
فعوض أن نحارب العطالة الضخمة والفساد الكبير ابتدعوا لنا قروضا صغرى لغير الأجراء لعلها تكون متنفسا لذلك العرمرم من العاطلين وتفتح لهم نوافذ الامل في العيش الكريم وتحقيقا للمشاريع الصغرى قد تخفف من وطأة الفقر الذي يرزحون فيه ،لكن حتى ذلك الوميض من الامل تحول إلى كابوس وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من السجن بفعل سداجتهم اولا وعدم وجود التكوين ،التاهيل والكفاءة ثانية وترك الشباب يواجهون الامواج العاتية لوحدهم بدون ادنى توجيه أمام بارونات السوق ووحشية رجال المال والاعمال فتهاوت تلك المشاريع بالسقوط الواحدة تلو الاخرى كأوراق التوت
هل ترى أن ظاهرة إختلاس الاموال ناجم عن التربية السيئة ،ثقافة الكسب السريع،أووجود ثغرات في القانون او التفلت من العقاب ؟؟؟
هل ترى أن شيوع مثل هكذا ظاهرة سببه الجهل الكبير بالقوانين أو الامية المتفشية أو في سداجة شعوبنا ؟؟؟
ماهي الحلول المقترحة في نظرك للحد أو اقتلاع الظاهرة من جذورها ؟؟؟