موضوع: منتــج ـع... "||دره الع ــروس||" بجدهـ .. «عنوان السيآح ــه» الأربعاء مايو 19, 2010 7:27 am
:
..
السكينة والهدوء هي صفة الطريق التي تحملك إليها، برغم كونه محفوفاً بالمخاطر؛ إلا أن الطبيعة البكر والشواطئ اللازوردية والمياه الصافية، أجبرت كثيرين على تجاوزه بغية الوصول لدّرة العروس؛ المنتجع الواقع في شمال غربي عروس البحر الأحمر جدة، وتبعد عنها حوالي 75 كلم، وعن مطار الملك عبد العزيز الدولي حوالي 30 كلم، في منطقة على أطرافها تسمى «ذهبان»، وعلى الرغم من أن طقس المنطقة؛ لا يختلف عن الطقس العام للمدينة الساحلية في غرب السعودية، الا أن العزلة الناتجة عن بُعدها عن النطاق العمراني ومحاذاتها للبحر الأحمر. شكلت سياجاً ظاهره الهدوء وباطنه الاستجمام، لتحظى في نهاية المطاف بطعم متعة من نوع آخر. .....
....
لم تكن الدرة قبل عشر سنوات سوى مجرد فكرة في الهواء. ربما لا تمثل اختلافاً كبيرا عن الشاليهات المتناثرة على أطراف العروس، أو في منطقة أبحر الشمالية، إلا أن المساحة الإجمالية لها البالغة 8 ملايين متر مربع، والعناصر الاستثمارية المتاحة بها، كونها مكاناً يستقطب أصحاب المقام الرفيع؛ شكّلا مفهوماً آخر للترفيه وأدخل كلمة منتجع النخبوية في المنيو السياحي عند السعوديين، كما أنها عملت من جانب آخر على ترسيخ ممارسة الحرية الشخصية. ويوضح علي يونس مساعد المدير العام التنفيذي للدرة «الدّرة تم بيعها كفكرة لأشخاص يملكون قناعة بأهمية ممارسة الحرية الشخصية، وحين طرحت كانت تحدٍ للواقع الإجتماعي». ........
ولأنها الدرة كان الإمتياز الأول فيها طبقة الملاّك الذين يعدّون مزيجاً يرقى لمنصب الوزارة، ويتأرجح مع مساهمات رجال الأعمال، في حين تصدح نوارس شاطئها بآهات الفنانين من أمثال عبد الرب ادريس ومحمد عبده وعبادي الجوهر، هذا المزيج النادر الوجود للملاّك القى بظلاله على نوعية الوحدات السكنية التي اتخذت شكل الفلل والقصور، وتضم كما أوضح المهندس محمد البلخي المدير التنفيذي للدرة «تضم الدّرة 3600 وحدة سكنية المستلم منها حاليا 2367 وحدة سكنية مخصصة للعائلات»، فيما شكل الطابع الأندلسي للتصاميم المعمارية نمط حياة مغلفة بكلاسيكيات القرن الثامن عشر والتاسع عشر الواضحة بصماتها في الصورة المعمارية للدّرة.
ويأتي الانسجام بين تصميم المسكن ومسميات الشواطئ، التي تتباهى بصخبها مثل شاطئي المرجان والمرح. أمام مد الأسماء الرومانسية للقرى الحالمة والحمراء، نوعاً من إيجاد التمازج والتنوع المعماري الذي يغلب عليه الأندلسي، فيما تتباين تصاميم القرى بين الطابع الماليزي والمغربي والحجازي الجدّاوي منه بشكل خاص، إلى جانب الطراز المعماري الحديث، بهدف كسر رتابة التصميم الواحد، ومحاولة لتعكس مجمل الفنون المعمارية. يأتي ذلك في حين يستقبل فندق الدرّة بيتش القلب النابض للدّرة متالقاً بأجنحته الـ 39 وغرفه البالغ عددها 120غرفة، و14 شاليهاً، إلى جانب الـ173 وحدة سكنية، بإطلالة بحرية متميزة على أحد شواطئها الفيروزية، وتصميم معماري يشبه القصور الأندلسية، يحيلك إلى زمن ولاّدة وابن زيدون.
ولا تقف خدمات الدرة بيتش عند الاستقبال، بل إن استعداده لإقامة الحفلات والمناسبات الخاصة، الذي تمثله قاعة النورس بصالاتها الأربع. المجهزة بكافة الوسائل السمعية والبصرية. يجعل من المكان ملتقى اجتماعي مفتوح. يأتي ذلك في وقتٍ اضفت فيه بحيرة الدّرة بيتش، المتلألة بانعكاس شمس الصباح، مزيداً من الراحة والاسترخاء لرواده. إلى جانب النادي الصحي الذي يضم صالة للألعاب الرياضية، والتنس وملاعب كرة السلة والطائرة.
وفي مقابل الفندق الذي يوفر حياة عصرية سهلة ومريحة، جاءت قرية الساندي بيتش الرملية معادلا طبيعياً بمساحاتها الخضراء، وحدائقها الغناّء، المزدانة بنوافير المياه، وملاعب للأطفال توفر لمحبي الطبيعة 28 شاليها بغرفة واحدة، و18 أخرى مكونة من ثلاث غرف، إلى جانب الـ44 كابينة لغيار ملابس هواة السباحة، فيما تبقى الفيلات الخاصة للاستمتاع بسهرات من ليالي العمر على أجمل شواطئ الدّرة، وأكثرها خصوصية. فرادة المزيج النخبوي الذي عملت الدرة على استقطابه من فئة الملاك، لم يكن عبثيا ما علله يونس بـ«كان الهدف من وراء انشاء الدرة ليس تقديم خدمة سياحية للسائح الخارجي، بل هو توجيه أموال السائح النخبوي من الخارج للداخل بتوفير امتيازات السياحة الخارجية في مكان واحد».
وساهم في الحد من مقارنتها بأي منتجع آخر، إلى وجود مقومات سياحية وسكنية؛ إلى جانب كوكتيل الترفيه، الذي شكلته أندية الفروسية والجولف ومرسى اليخوت، فيما تشكل المساحات الخضراء متنفساً طبيعياً للزوار والملاّك على حد سواء، الا أن نخبوية الدّرة التي حرص صناعها على أن تكون الصفة اللصيقة بها، رفعت مفهوم الترفيه البسيط إلى درجة أعلى لينسجم مع صفتها النخبوية؛ الأمر الذي صُنفت على أساسه ملاعب الغولف عشبية الخضرة بالأولى على مستوى السعودية والبالغة مساحتها 414.000 م2 بمعايير عالمية. محاطاً بممر للمشاة يبلغ طوله 2 كلم2.
..
ويضم ملعب الغولف الذي بدأ افتتاحه في العام 1996، والمؤلف من 9 حفر، نادياً وأكاديمية ومطعماً فاخراً، فاتحاً بوابتيه لاستقبال أعضائه من الجاليات الأجنبية المقيمة في جدة، ولكن هذه المرّة خارج طبقة الملاّك؛ وبرغم نخبوية رياضة الغولف؛ إلا أن عدم رواجها في الوسط السعودي بسبب العامل الطبيعي، جعلها بعيدة عن النخبة السعودية داخل الدرة، ما حرمها حظوة التمتع بشرف عضوية النادي، وساهم في جعل نادي الفروسية بإسطبلاته الـ14 التي تضم محاجر صحية ومبنى خدمات ومستودعات ورعاية تشمل الترفيه لخيول الخيالة السعوديين، في مرمى حجر من أعين الملاك.
ويضم النادي البالغ مساحته 183.000 م2 الخيمة العربية وحلبة سباق صممت وفق أحدث المواصفات العالمية، إلى جانب مركز تدريبي يعمل على تدريب الفرسان ومحبي ركوب الخيل، ما ساعد على استضافة أول بطولة إقليمية على مدى خمس سنوات في العام 1997، إضافة إلى تنظيم بطولات قفز الحواجز وسباقات التحمل، ليتم تتويج ملكة جمال الخيل العربية عبر المسابقة التي تنظمها الدّرة بمشاركة نخبة من أبطال رياضة الفروسية. ولا يقف حلم الدّرة النخبوي عند حد، بل إن استغلال الشاطئ الأزرق، جاء متسقاً مع أحلام عشاق البحر، التي تجاوزت الاكتفاء بقصر من الرمال، لتفتح نافذة على البحر المفتوح.
من خلال مرسى اليخوت الذي يشغل مساحة تقدر بنحو 108.000م2، وبسعة استيعابية تصل لـ320 قارباً، تعبث بخيال الناظر اليها، فيما تتواطأ قطرات الماء المبعثرة من تحت الدبابات البحرية، ليخطو أولى خطواته نحو رحلة بحرية. يبدأها من معرض بيع اليخوت والقوارب للملاك أو تأجيرها للزوار. وبين استمتاع عشاق البحر بصفحة المياه اللازوردية، ترسم الإثارة ملامحها الأولى لهواة الطيران الشراعي، والقفز المظلي على سطح البحر، في حين يقع تأمين السلامة وفق النظام المعمول به، في درة العروس للغواصين المغامرين، على عاتق قطاع الخدمات. للتمتع بمنظر الشعاب المرجانية الممتدة على طول البحر الأحمر، التي لا تفصلهم عنها سوى خمس دقائق. ليجدوا أنفسهم في أجمل مناطق للغوص.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يعد المرسى المكان الأكثر حيوية وحركة، بسبب وجود المقاهي المنتشرة على طول رصيفه الخشبي، والمحاطة بسياج من المحال التجارية. ذات التصميم الحجازي، تتوسطها الرواشين القديمة، لتنسجم مع الطابع العام للمرسى، ما أضفى على المكان جواً من الحميمية، وجعله قبلة العائلات، إلا أن صخب الحفلات الفنية في الإجازة الأسبوعية، دون رسم دخول، وبأصوات واعدة، عمل على استقطاب الشباب من الجنسين، تجاوز الاستماع للمشاركة الغنائية، وترك الحكم لجمهور المرسى النخبوي.
الأمر الذي مكن عمار البدري، من الاستمرار في تقديم وصلاته الموسيقية على الغيتار، بمشاركة الفنان عمر الحصيني. بمختارات غنائية يطرب لها السميعة تارة، وتتمايل معها الرؤوس والأكف تصفيقا تارة أخرى.
يأتي ذلك في وقت شكل فيه مهرجان جدة الصيفي أبرز الفعاليات التي استضافها مسرح الدرة، ومؤملا بإقامة عروض مسرحية على خشبته. وبين محاولة الدّرة نشر مفهوم الملكية المشتركة وسط مجتمع يؤمن أفراده بالخصوصية كثقافة نابعة من عادات وتقاليد متوارثة، جاءت الخطط الجديدة للدرة؛ والتي كانت أولى ثمارها الشقق السكنية المصممة وفق احتياجات الطبقة المتوسطة، جنباً إلى جنب استمرار العمل على المرحلة الثانية.
صنفها البعض على أنها مدينة داخل المدينة، واعتبرها آخرون حلماً راود أشخاص يمتلكون نظرة ثاقبة وقراءة مستقبلية للمتغيرات الاجتماعية. إلا أن الاختلاف على هويتها، في خضم التجارب، التي لحقت الإعلان عنها، لمدن وقرى بأسماء تلعب بالمخيلة. لم يمنع زوارها وملاكها، من الإتفاق على حقيقة واحدة تقول: إن الدرة هي عنوان اتفق السعوديون، على ممارسة حريتهم الشخصية فيه، بدون قيد أو شرط. في بقعة من أجمل بقاع الساحل الغربي.