رحمة , لا تنزليني من سمائي
واتركيني في خيال الشعراء
أتركيني , لا تعيدي لي الظنونا
ودعيني أملأ الدنيا لحونا
وأصغ عمري جمالا وفتونا
أبدا أصدح حبّا وحنينا
لحبيبي وأنا تحت سمائي
وخيالي , من خيال الشعراء
اتركييني , أنا قد نحت طويلا
ودعيني أبصر الكون جميلا
شبع القلب دموعا وذهولا
فدعيه يقطع العمر جهولا
ويعش , مثلي في ظلّ السماء
ويشاركني خيال الشعراء
رحمة بي , رحمة , لا تحزنيني
ودعيني في خيالاتي , دعيني.
قصّة الإثم وأنباء المجون
لا تقصّيها على قلبي الحزين
ودعيه , في تعاليل السماء
ممعنا في نشوات الشعراء
أن يكن قلبي ظمآن وفيّا
لا يرى في شاعري إلا نبيّا
أو يكن يكتم حّبا شاعريّا
فهو ما زال بأوهامي يحيا
أبدا يرسم أحلام السماء
ويغني أغنيات الشعراء
قد سئمت الواقع المرّ المملا
ولقد عدت خيالا مضمحلا
فاتركيني بخيالي أتسلى ,
آه كاد اليأس يعروني , لولا
أنّني لذت بأحلام السماء
وتخّيرت خيال الشعراء
صوّري ما شئت لي الأمس وسحره
يوم كان الحبّ في كفّي زهرة
إرسمي للقلب أحلام المسرّه
ودعيني أذق الأفراح مرّه
عّلني أهبط من برج السماء
ويجافيني اكتىب الشعراء
لا تثيري ألمي , حسبك أنّي
لم أزل في معبد الحبّ أغنّي
لم يزل حلمي رؤيا متمن
كل يوم يهدم اليأس وأبني
ولقد شيّدت لي برج السماء
وخيالاتي ووهم الشعراء
لم يكن حبّي سوى حلم غريب
مده الوهم على قلبي الكئيب
أسفا , لم يبق لي غير شحوبي
واغاريدي آلت للغروب
لم يعد لي غير أحلام السماء
وخيالاتي ووهم الشعراء