في وقت ما أحتاج الى الهروب من نفسي ومن الدنيا ومن كل شيء,
أهرب من الواقع,أهرب من الخيال,وأكون حيثما كنت كالأصم
لا أسمع شيئا وأحس كأن الأصوات من حولي همهمات وكأني في
كوكب اّخر,حيث الأرض غريبة,والناس غرباء,والوجوه كئيبة
والأطعمة لا مذاق لها,وأسأل نفسي:تراهم لا يدركون أنهم راحلون
أم يتجاهلون المصير المحتوم,ويتصارعون ويستنزفون بعضهم بعضا؟
وأتساءل هل لازال الانسان فينا أم رحل مع اّخر الصالحين,فأكاد أصرخ.
وبعد تفكير عميق أتراجع عن تلك الفكرة المحكوم عليها بالاعدام
فانهم لا يسمعون.هل سيأتي يوم ويتذكرون أم أن تلك الصحوة
باتت مجرد حلم صعب المنال.وتسرقني نجمة عالية لأحدق اليها,
هل تحيا مثلنا أم أنها راقدة,وأسألها منذ متى وأنت هنا في هذا الفضاء
الرحب تدورين وتدورين,تراك مللت مثلي هذا الصمت القاتل,
أم أنك تعودت عليه وصار شيئا روتينيا,اليوم كالأمس كالغد
الى مالا نهاية من الأيام والسنين.فتقول أذكر ربي فيزيل همي ويفرج كربي,
كلمات قليلة وكافية,ما أبسطه حب الله دواء لكل داء,فأعود لغرفتي البائسة
التي أضناها الحزن وأصلي الى ما شاء الله,
وحين أنتهي أجد كل شيء في تلك الغرفة قد ابتسم من جديد
فالى الله فلنذهب.
............................................................................................
............................................................................................
.............................................................................................