جلست الفتاة الشابة في المقهى بانتظارخطيبها
الذي اتفق معها ان يلاقيها بعد انتهاء العمل
ارتشفت الشاي وجالت بنظرها في المكان
فرأت شاباينظر اليها ويبتسم
لم تعره انتباها واستمرت في شرب الشاي
بعد دقائق اختلست نظرة بطرف عينيها
الى حيث يجلس الشاب فرأته مازال ينظر اليها
وبنفس الابتسامة
تضايقت جدا من هذه الوقاحة
وعندما جاء خطيبها اخبرته
نهض الخطيب
واتجه نحو الشاب ولكمه لكمة قوية في الوجه اطاحته ارضا
نظرت الفتاة الشابة نظرة إعجاب الى رجولة خطيبها
ودفاعه عنها في مقابل نظرات الشابالوقحة
وخرجا من المقهى يدابيد...؟
بعد لحظات نهض الشاب بمساعدة النادل
ووضع نظارته السوداء على عينيه
ورفع عصاه وتحسس طريقه الى خارج المقهى
.. انتهت القصه ..
ولكن لم تنتهي العبرهـ
لم يكن الأمر محتاجاً لكلـ هذا الحماسـ والعنجهيه والحماقه
التأني والوضوح طريقٌ للفلاح والعطاء
لماذا الشخصـ منّا يتعجلـ في قراراتهـ على الآخرينـ
ربما يبحث عن مبرر يرتشف منهـ رحلة العطش التي يعيشها ربما ..
وربما أننا لم نعد نقدر الآخرين فأصبح ديدننا الوحيد التشفي بما نرى على السطح
لازلت وأردد لازلنا نعيشـ في مجتمعـ
سطحي الى أبعد الحدود
عندما تعاملـ الآخر بأنانيهـ وتحاولـ أن تجعلـ منهم وسائلـ تستخدمها عند الحاجه فأنت
تحتاج فقط الى وضوح ورؤيا صحيحهـ بعيداً التبعيه والانطواء خلف ستار النفسيهـ
لنحاولـ أن نعود أنفسنا على عدم المجاملهـ في حياتنا ..
دعوا الوضوح يسيطر على أفعالنا وأقولنا
حتماً أنا الأولـ في الأمر ولكم الاختيار
بين حماقة المتجهم المجاملـ للعنفـ
أو الوضوح والصراحهـ والتأني للعمقـ الحضاري الراقي ..؟
اعجبتني وفيها عبرهـ