أن كانت هناك مشاكل وعقبات تواجه بنات اليوم فأننا نستطيع أن نقول بأن طبيعة الحياة ..
تفرض عليهن وعلى - غيرهم أيضا - هذه المشكلات والعقبات
لكن هناك مشكله تواجه بناتنا وهي مشكله غريبه صنعها المجتمع لهن
و وضعها أمامهن كعقبه من الصعب عليهن أن يتجاوزوها ..
وهذه المشكله أستطيع أن أقول عنها بأنها هي أساس .. باقي المشكلات والعقبات !!
وهي :
المقارنه الدائمه بينهن وبين النساء في الأجيال السابقه
بدون أن نفهم بأن ظروف الأجيال تختلف عن بعضها وبأن آلية القيام بالأعمال والواجبات أختلفت ..
فهذه المقارنه إذا أستمرت وأمتدت على كل أمور الحياة قد تسبب للبنات ..
عقده نفسيه أو أنفصام في شخصيتهن
لأنها تجعلهن في حيره وقلق فلا هن يستطعن العوده إلى الماضي ولا هن يعرفن كيف يعيشون في الحاضر
وهن مغضوبات عليهن من المجتمع وتلاحقهن عيون الشباب بالشك والريبه ..
مثال : هناك سؤال طرح على شاب سمعته بأذني وهو
متى ستتزوج .. ؟
فيجاوب الشاب قائلا :
حينما أجد بنت الحلال وفي هذا الزمن من الصعوبه أن أجد بنت الحلال لأن
غالبية البنات منشغلات بالموضه والماركات والتسوق .. !!
هذا الجواب يتكرر مع أكثر من شاب هنا في الكويت وفي العالم العربي .. للأسف
هذا الجواب يسبب أكبر مشكله لدى الفتاة وكأن الأهتمام بالموضه والماركه يقلل من أهليتها للزواج .. !!
فيجعلها تحتار و لا تعرف ماهو المطلوب منها لتنال رضا الشاب حتى يتقدم لها .. !!
هل تجلس في المنزل لإنتظاره ..!!
هل تلتزم بالدين أكثر وأكثر حتى تبين نفسها بأنها محترمه وجديره بالزواج منه .. !!
هل تكشف مفاتنها لتنال أعجابه .. !!
وهنا تقع الفتاة في تخبط من جميع الأتجاهات ..
فحينما ترابط في المنزل .. يقتلها الفراغ
وحينما تلتزم بقسوه .. يقتلها التشدد
وحينما تتلون بفوضويه .. يقتلها الأبتذال
وهذا القتل يعتبر قتل نفسي وقد يكون أشد ألما من .. القتل الجسدي !!
لأنه في كل الأحوال قد لا يأتيها النصيب .. فتسوء نفسية الفتاة وتضيع شخصيتها .. بسبب هذا التخبط !!
فما العمل ...... العمل برأيي هو :
1 - أن نكف عن المقارنه القاسيه بين بنات اليوم وبنات الأمس ..
فلكل جيل ظروفه .. وله ألياته في القيام بالواجبات ..
بالأمس كانت الأم تحمل أبناءها وتذهب معهم للبحر لغسيل الملابس ..
اليوم يكفيها أن توصل الأبناء للمدرسه في الأزدحام الممل لتذهب لدوامها ثم تستأذن للمرور عليهم ..
2- أن نعزز الثقه بأنفسهن وبشخصياتهن وبقدرتهن على تجاوز الصعاب حتى لو طرحنا عليهن أمثله سابقه
بدون أن نعقد مقارنه وإذا نجحنا بذلك فسوف نعزز ثقة المجتمع بنفسه لأن البنات من أساسيات المجتمع ..
3- لا نضعهن في حصار مابين التشدد والأنفتاح ولا نحرمهن مما يحبون ويهوون فلن يقلل من أهليتها للزواج
أن تتسوق البنت وتهتم بالموضه والماركه مثلما يهتم و يتولع الشاب بكرة القدم وينجح بالزواج ..
مثال آخر : أعرف شابا كان رأيه في أن أي بنت تخرج للتسوق في أيام العطل .. لا تصلح للزواج
دارت الأيام ليشاهد هذا الشاب فتاة في السوق ليعجب بها ويتقدم لها وتصبح بعد ذلك.. أم لأبنه
نحن لا نملك إلا بنات اليوم .. فإذا خسرناهم فلن يكون هناك أستمرار للحياة
ولن نستطيع العودة ببنات الأمس ثم أن بنات الأمس كانوا هن أنفسهن بنات ذلك اليوم ..
وهكذا الدنيا تدور
بقلمي