حمامة الفرح رومــانــســي متالق
ـالمشاركاُتٍ : 48 ــالعًمُرٍ : 36 تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 03/05/2011 السمعة : 14924
| موضوع: حكاية ليست كالحكايات بقلم الهادي الأحد مايو 22, 2011 7:41 pm | |
| [ center]حكاية ليست كالحكايات . قصة طفلة ذنبها أنها لم تؤذ أحد . بقلم مصطفى الهادي
مهما تطاول ساقه وتفرعت أوراقه وتمددت غصونه فلا يُطاول سقف الزمن الذي تتكامل فيه حكايته ولا يرتقي سفح الكلمات لينهض بروايته ،الإنسان عندما يعشق نصفه ويهيم بوصفه تنشل أرادته أمام هيكلية كيانه أمام مثال وتمثال من يحب ، كيف لا تحب وأنت ترى قطعة منك انفصلت تحوم حولك كأنها فراشات الزمن الغابر التي تطل علينا من بين ثنايا الورد وهي تهوي في لضى شموع قدها المياس . أي سقف نبلغه هذا الذي يطاولنا ويسابقنا نحو ظل هيفائي التي تملأ روحي قصصا وحكايات اعجز أمامها عن بلوغ العصمة في تكامل مفرداتها . فتبقى تلك الرواية مهما طاولت بها ظلال الحروف في قاع نفسك حبيسة شلل القدرة أن تنال من أوصافها ولو لحظة تأمل يمر من خلالها طيف فرعها المتمايل رقصا على أنغام دقات قلبي الذي كانت جزءا منه فانفصل وتر من نياطه ليعزف لي لحن قصتي ، وأنغام حكايتي. في الحلق غصة ، وفي القلب قصة . والروح تتمخض عن ولادة حكاية هي ليست كالحكايات ورواية ليست مثل الروايات لأنها ليست تامة الحروف ، ولا محبوكة الكلمات ، هي قصة ولكنها متصدعة جدرانها ، على وشك الانهيار حيطانها هي حديقة بلا شجر ، وشجرٌ بلا ثمر ولكن لعل فيها وما فيها من العبر يكفي لأنها قصة عشوائية من قصص الحماقات ولكنها حقيقية لعلها تثير ما دفنته الأنانية المقيتة لدى حواء وما أدراك ما حواء لا تبقي ولا تذر إذا هي قررت الغضب الحذر الحذر ، رضاها هجر ، وغضبها كفر وعندما تنقشع سحب الغضب تندم ولا ت حين مندم .ندمها يأكل بعضه ويحطم بعضه الآخر . تلك الحكاية وهذه الرواية عن شجرة نبتت تحتها ثلاث شجيرات صغيرة بالتعاقب ولدن وبالتناوب رُزقن ولكن تلك الشجيرات وبلا ذنب كتبن حكاية ، لم تلتفت لها الشجرة الأم الكبيرة فاحتضنت الكبيرة والصغيرة وأبقت الوسطى في دوامة الحيرة في ليلية شاتية مطيرة ، فأنحدر صمغها على جذعها الرقيق الناحل ، وبان الانكسار على غصنها الصغير الذابل مع أنها كانت تجري دمعها مع أي أنة أو شكوى ، وتبكي لأية نجوى . ولكن هذا هو حضها حيث ابتليت هذه الشجيرة الصغيرة بتلك الأم القاسية الشريرة . لنحكي حكاية تلك الشجيرات الثلاث . جذع الأم وطلحها رمى بالوليد الأول ولكن هذه الطفلة الصغيرة رمتها بداء السكر الذي نمت عليه حشرات العناد وطفيليات الرماد الذي استهلك كل غددها واهلك عددها . وهكذا لم تلد الكبيرة إلا ومعها الأذى لأمها ، ومضت السنين ورمت الشجرة مرة أخرى شجيرة جميلة هادئة وادعة خرجت للدنيا بكل صمت وفي أحسن سمت لم تشكو أمها من جذعها ولا من غددها ولا أصابتها بأي طارقة ولم ترمها بأي بائقة . ومضت السنين ، ورمت الشجرة الأم شجيرة أخرى صغيرة ولكنها جلبت معها مشاكل خطيرة خرجت بإزعاج وضجيج ، ولها صياح وعجيج . فكان أن تسببت بقلع رحم أمها فيبست ويبس ميسمها وأصبحت لا ترمي طلحا ولا تعانق لقحا اجدبتها وجعلتها قاعا صفصفا لا تجد فيها عوجا ولا أمتا وكأن القدر يا بنيتي علم أنها سوف تقطع رحمك فقطع رحمها وعلى نفسها جنت براقش . ولكن يا لغباء الشجرة الأم وشدة بلهها ، فقد قررت معاقبة الشجرة الوسطى لأنها لم تجلب لها أذى . وهكذا رمتها في تلك الليلة الظلماء الشاتية ، مكسورة الجذع حافية ، وهي لم ترتكب ذنبا إلا أنها جاءت إلى هذه الدنيا ولم تتسبب في أي أذى لأمها . كانت حنونة رقيقة لها مشاعر من بلور وأحاسيس من كريستال ، تنظر في عينيك ، تضحك لضحكك وتبكي لبكائك عاطفية قانعة سمحة سهلة صوتها هاديء وطبعها وادع . كبرت الآن وأينع عودها واشتد جذعها فرمت بتلك القشور البالية وأبدلت أوراقها الخالية ، ولبست من سندس الربيع حللا وبنت من طيف أحلامها فللا . تملأ البيت برقتها ، وتطرد الوحشة خطوتها . تعلق قلبي بأغصانها ، وسكنت روحي إلى أفنانها ، فهي شجيرتي الصغيرة ،وفي بيتي مدبرة أميرة. لها من صوتها آيات وفي الحسن حسنات . حلت بطلعتها البركات وانصبت على عالمي وعالمها الخيرات لا تزال كما ولدت أول يوم . تفتح عينيها عن خجل ، وتزرع في الأنحاء الأمل . لم تجلب الأذى لأحد ، ولا الصديق فيها خلل وجد . يا حسناتي ومكفرة سيئاتي كيف تجرأ أما أن ترميك وترتج الأبواب ، أليس هذا من العجب العجاب . أليس هذا عت وفت ومقت . ذنبك يا بنيتي أنك جئتي إلى هذا العالم وأنت تحملين السلام بين عينيك ، والوداعة على شفتيك والسلامة على كفيك. دمعتك هي رسائلك التي ترسليها عندما ترين الوجه حزين . وأنينك أحلا نغم عندما تعزفين .تنطلق الدنيا سرورا عندما تضحكين . آه يا حسناتي كم تحملتي من سيئات الآخرين ، ومن غرورهم وحماقتهم . أنا لا أدري كيف يطيب للشجر أن يفترق ، أو للفراش أن يحترق . أو كيف يطيب لأم أن ترمي عن جذعها الأغصان . وتشعل بحماقتها الأوراق بالنيران . يا حسناتي ، لقد طال شوقك لشجرتيك الصغيرتين ولكن لا زلتي وجلة من تلك المشاهد المؤلمة التي تمر ليلا في خاطرك كلما حكيت لك قصة . فتنامين على أمل اللقاء ، ولكن عندما يطل الصباح بنوره المنتشر في أرجاء غرفتك الفسيحة ، تتبدد سحب الأحلام على واقع مرير لا تزال خطواته يتردد صداها في أروقة البيت ويتمدد على مساحة السلم الذي رأيتي فيه اعنف فصول قصتك المؤلمة . أهكذا يُرمى الأطفال كأعقاب السجائر ، كما يهوي الآذان من فوق المنائر؟ فنسحقهم بالحذاء ونسلط عليهم البلاء لكي نطفيء فيهم آخر جذوة حرارة مشتعلة أو لحظة دفئ متأصلة . نعم يا حسناتي هذا حدث وأنتي كنت أحد ابرز فرسان تلك القصة التي لا تطيقها العقول وتنوء تحت ثقلها الفحول. تنفر منها التيوس ولا تستسيغها النفوس ، حيث كنت تجولين بين أب مصفد بأغلال الحقد الأسود الذي لم تجدين له أي مبرر ، كانت دمعتك يا حسنائي سيلٌ جرف بتياره حثالة أخلاق غادرت نفوس مريضة لم تعرف معنى المرارة والألم لأنها لا تملك أي ذرة من إحساس أو فهم . لقد رأيتك بعيني كيف تصولين وتجولين ، بيد عزلاء جذاء ولكنك أبيت الانحناء.
وداعتك في يوم ميلادك وحركاتك الهادئة الوادعة والتفاف أصابعك على خديك وتطويحك بالهواء لرجليك كان يحكي قصة لم تكتمل فصولها . أتذكر يا بنيتي عندما علقت تلك الزقورة الزرقاء على صدرك لأطرد بها شر عيون الطامحين كيف أن نصل الدبوس أنغرس في إصبعي فسال بعض قطرات دمي على لفائف قماطك الأبيض . فكانت بمثابة أولى قطرات الحبر التي كتب تلك القصة فيما بعد والتي كنت يا بنيتي بطلة تلك القصة بكل مآسيها وبكل مواسيها التي كانت تشق اخاديدا في قلوب المحبين لك يا حسناتي . لم تعلم تلك البلهاء يا بنيتي بأن دمعتك لا زالت تجري وسوف تبقى تجري . لا زالت تلك البلهاء غافلة عما يُحيكه لها القدر من مصير مظلم بعد أن جردها من أحلا أمل تعيشه الأنثى أن ترى في أحشائها أملا يتحرك . لا زلت تلك البلهاء التعساء غافلة عما يدور في قلبك الصغير المحشو بالحنان من لواعج أشجان هي أدعية كأنها شهب من نيران .لازلت تلك البلهاء الغافلة تستجدي صدقة الأخوان أو من يجود عليها بإحسان بعد أن كادت تتعلق بالأفنان. لازالت تلك البلهاء غافلة عما دار بيني وبينك تلك الليلة عندما حكيت لك قصة المساء التي اعتدنا كل يوم أن نعزف في فصولها أحلا أنغام نعاس عينيك الجميلتين الخجولتين : ((كان يا ما كان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان فارس من الفرسان يحب الأطفال ويربت على رؤوسهم بحنان ولكن الحقد قطع ذراعيه فأصبحت رؤوس الأطفال خالية من يديه ووجوههم ظمأى إلى دفئ عينيه)) . أتذكر أني حكيت لك قصة هذا الفارس الذي يحب الصغار ، ولشدة حبه ذهب يوما ليجلب لهم الماء ، ولكن أحاط به الأعداء وقطعوا يديه وفلقوا بالعمود رأسه واعموا بالنصال عينيه ولكنه فعل ذلك لأنه يحب الصغار ، فقلتي لي يومها يا حسناتي ، وهل يحبني هذا الفارس ؟؟ فقلت لك نعم يا حسناتي هو يحب كل الأطفال الطيبين ، ويسمع كل شكاواهم ، ويلبي كل طلباتهم . ففاجئني أنك في اليوم التالي كتبتي رسالة له بخط يدك المتعرج كأنه خطوات طفل يتعلم المشي . وطلبتي مني أن أوصل هذه الرسالة إلى ذلك الفارس المقطوع اليدين ، ثم سحبتي الرسالة وكأنك تذكرتي شيئا ونظرتي لي بعينيك الحائرتين واطلقتي سؤالك الذي أدمى قلبي : (( بابا ولكن كيف سيفتح الرسالة وهو بلا يدين ، وكيف سيقرأها وهو مفقوء العينين )) فقلت لك يا بنيتي أن القدرة زرعت له يدين من نور ، وأعطته عينين من بلّور . وحفهُ الرحمان بآلاف الملائكة والحور لكي يقرأوا له رسائل الأطفال ويدخلوا على قلوبهم السرور . فأصررتي أن تصل إليه رسالتك الصغيرة ، لقد كانت في معانيها كبيرة ، وما حوته من أمور كثيرة خطيرة . ولكن هذا هو قدر أمك يا حسناتي ، أن تتلقى من شجيراتها الصغيرات أقسى الكلمات ومن القدر أقوى اللكمات وكل ذلك بحماقتها وقديما قيل أن الفأس لا يقطع الشجرة إلا أن يضع فيه جزءا منها . بقلم مصطفى الهادي[/center]
عدل سابقا من قبل حمامة الفرح في الإثنين مايو 23, 2011 6:31 am عدل 1 مرات |
|
حمامة الفرح رومــانــســي متالق
ـالمشاركاُتٍ : 48 ــالعًمُرٍ : 36 تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 03/05/2011 السمعة : 14924
| موضوع: رد: حكاية ليست كالحكايات بقلم الهادي الأحد مايو 22, 2011 8:11 pm | |
| اتمنى ان تعجبكم القصة وهي قصة واقعية بقلم الاستاذ مصطفى الهادي
عدل سابقا من قبل حمامة الفرح في الإثنين مايو 23, 2011 6:35 am عدل 1 مرات |
|
اســـــ الذكريات ـــــير نـائـب الـمـديـر الـعـام
ـالمشاركاُتٍ : 8203 ــالعًمُرٍ : 46 ــاألدُوًلة : •ღ ،،حِكَآيّةُ نَبّضٍ تَرّوْيها الحُرُوفْ،،•ღ تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 21/11/2009 السمعة : 27073 ـمزاجكـ اليومـﮱ :
| موضوع: رد: حكاية ليست كالحكايات بقلم الهادي الإثنين مايو 23, 2011 4:42 am | |
| يسلموو على القصه المميزه ومشكوره على الطرح الاجمل والله لايحرمنا من مواضيعك العطره استمري في عطائك الميمون وبنسبه للخط انا كبرته بس راح ابره لج مره ثانيه اوكي تحياتي |
|
حمامة الفرح رومــانــســي متالق
ـالمشاركاُتٍ : 48 ــالعًمُرٍ : 36 تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 03/05/2011 السمعة : 14924
| موضوع: رد: حكاية ليست كالحكايات بقلم الهادي الإثنين مايو 23, 2011 6:33 am | |
| مشكور اخي نائب المدير نورت صفحتي بتواجدك ومشكور ايضا عالمساعدة
تسلم وبارك الله فيك |
|
نسمة عابرة -●[ مـشـرف مـنـتـدى عـذب الـكـلام ]●-
ـالمشاركاُتٍ : 584 ــالعًمُرٍ : 35 ــاألدُوًلة : السويد ــاألمهُنٍةٌ : طالبة صيدلة تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 06/04/2011 السمعة : 15648
| موضوع: رد: حكاية ليست كالحكايات بقلم الهادي الإثنين مايو 23, 2011 3:02 pm | |
| اختي حمامة الفرح فعلا قصة روعة وسبق لي ان قرأتها في احد المنتديات
واستمتعت بقراءتها هنا من جديد, قصة روعة لكاتب اروع فقد قرأت له العديد
من البحوث والمناقشات الجادة التي خاطب العقل والقلب فيها معا واجاد في ذلك
عاشت الايادي غاليتي يسلم ذوقك |
|