لن يتم التغيير أبداً بالصدفة أو بفعل القدر، بل سيحصل نتيجة لأعمالنا. لذلك، إذا كانت بعض الطرق التي تسلكها في حياتك لا تعجبك، لا جدوى في أن تنسب ذلك إلى الحظ السيئ أو إلى القدر، يكمن الجواب في داخلك. إليك برنامجاً كاملاً سيساعدك في سلوك الطريق القويم لتغيير نمط حياتك.
من المؤكّد أنّ جزءًا كبيرًا من حياتك يروق لك، لكن ماذا عن الجزء الآخر؟ هذا الأمر طبيعي، تتخلل الحياة لحظات من القلق والضجة والفشل كذلك لا تخلو من لحظات الفرح والنجاح والعواطف. بإختصار، لم تكن الحياة أبدًا نهرًا هادئًا، لحسن حظنا، فكيف سنقدر الحياة السعيدة إن لم نواجه من وقتٍ إلى آخر مشكلة صغيرة تعكّر صفو حياتنا؟ إن كنت تلوم الحظ أو الصدفة أو حتى القدر على أفراحك وأحزانك، ألم تتساءل يومًا عن الدور الذي يؤديه شَخصك في هذا كله؟
أنت تصنع حياتك، وأنت المسؤول عن كلّ ما يحدث خلالها. لا تكون الموافقة على تلك الفكرة سهلة، لكن هذا ما يجب أن تقوم به إذا أردت تغيير الظروف أو الأمور التي لا تعجبك في حياتك. إذا كنت تشتكي من عملك أو من عدم ارتياحك في علاقتك العاطفية أو من صداقاتك أو من اكتسابك وزنًا زائدًا، لماذا لا تعيد النظر في حالتك وتحاول تغيير وضعك بدلا من أن تشتكي وتردّد قائلاً: «إنّ الحظ لم يكن أبدًا حليفي؟» إذا أمعنت النظر جيدًا، تجد أن كل ما يحدث لك من صنع يديك. هل أنت ملزم على البقاء في عملك إذا كان لا يعجبك؟ يمكنك بالتأكيد التحكم بالمهنة التي تمارسها وإيجاد عمل يعجبك. إذا كانت حياتك العاطفية فاشلة ألا تتحمل أنت وشريكك المسؤولية؟ هل حاولتما أن تتصارحا أو تبذلا جهدكما لإشعال نار الحب من جديد؟ إذا لم ترض عن صداقاتك ربما لم تكن أبدًا نظرتك إلى الصداقة هي الأمثل، وهل تساءلت يوماً مثلاً، إن كنت تعطي أصدقاءك من ذاتك بقدر ما يعطونك هم من ذواتهم؟
أخيراً، إذا كنت تشتكي من زيادة وزنك فربما ينتج ذلك من إرادتك الضعيفة أمام لوح من الشوكولا، وليس لأن همومك كثيرة وتدفعك إلى تناول الطعام.
يجب أن تفهم أنك لست الضحية بل أنت المسؤول عن الحياة التي تعيشها وأنك لست من المشاهدين بل أنت بطل تلك القصة. الآن بعدما علمت أين هي المشكلة، يمكنك تغيير ما تريد تغييره بسهولة أكبر، لأنك تجد الجواب في داخلك لكل سؤال يخطر ببالك. لكن قبل ذلك، لا بد من أن تراقب حياتك عن بُعد وتحدد ما لا يعجبك وتريد تغييره.
أنت سيّد القرار!
إليك بعض النصائح الواضحة التي يسديها إليك أحد علماء الفلسفة: «قيّم حياتك بكل صراحة وحدد أين أنت اليوم، ثم عد وقيّم وضعك وحالة زواجك وحياتك العاطفيّة، أعد النظر في مشاريعك. ذلك التقييم أساسي لأنه سيحدد النصائح التي تحتاج إليها، فإذا كنت تكذب على نفسك، توشك أن تشوّش صورتك فتصبح أفضل استراتيجيات العلاج مجرد تسوية لا أكثر».
يجب أن تعلم أن معرفة الناحية التي لا تعجبك في حياتك شيء ومعرفة ما هي المشكلة بالتحديد شيء آخر. مثلاً، إذا لم تكن حياتك الزوجية على ما يرام لكنك ما زلت تحب شريكك، من المفيد إذًا تحليل الحالة لوضع الإصبع على المشكلة التي تعكّر حياتك العاطفية. هل للروتين علاقة بذلك أم أن السبب في انعدام التواصل أو في حياتك المهنية التي تأخذ وقتك كله؟ أو أنك لم تعد تبذل أي جهد للفت انتباه الشريك؟
كل قصة فريدة وكل حالة تتطلب تحليلاً محدداً لإيجاد المشكلة. لكن يكمن الهدف في إرادة النظر إلى الحقيقة أمامنا وتحديد المشكلة. لمجرد أن تدرك أنك تتحمل جزءًا من المسؤولية تجاه ما يحدث في حياتك، وأن تفهم ما لا يعجبك فيها، لا يبقى سوى أن تفكر ملياً بما ترغب فيه فعلاً.
يشير علماء الفلسفة الى ان التردّد أب الفشل والفشل يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها، فتجعل حياتك تمر سدى». بالتالي، إذا كنت لا تعرف بالتحديد ما هي رغباتك، لا يمكنك أن تضع نصب عينَيك أهدافًا محددة ولن تتمكن من العمل للوصول إليها. لا أحد يمكنه أن يلبّي رغباتك إذا لم تعرف أنت ما الذي تريده بالتحديد.
الآن، بعدما أتممت الجزء الصعب، وهو أن تعترف بمسؤوليتك تجاه ما يحدث في حياتك وأن تجد المشكلة وتحدد رغباتك، لا يبقى لك سوى أمر واحد لتتمكن فعليًّا من تغيير ما لا يعجبك: أن تتصرّف.