اســـــ الذكريات ـــــير نـائـب الـمـديـر الـعـام
ـالمشاركاُتٍ : 8203 ــالعًمُرٍ : 46 ــاألدُوًلة : •ღ ،،حِكَآيّةُ نَبّضٍ تَرّوْيها الحُرُوفْ،،•ღ تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 21/11/2009 السمعة : 27070 ـمزاجكـ اليومـﮱ :
| موضوع: شرح حديث " تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى " الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 9:25 pm | |
| شرح حديث " تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى "
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) . تخريج الحديث رواه الترمذي و ابن ماجة والإمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وقال الترمذي حسن غريب ، وصححه الألباني .
معاني المفردات تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب . أملأ صدرك : أي قلبك .
عز العبودية عبادة الله هي المهمة العظيمة التي من أجلها خُلق الخلق ، وهي بمفهومها الشامل لا تقتصر على أداء الشعائر التعبدية - من صلاة وصيام وحج وذكر وغير ذلك - فحسب ، ولكنها تمتد لتنتظم حياة الإنسان كلها بشتى جوانبها وأنشطتها بحيث لا يخرج شيء منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين ، وتمتد كذلك لتشمل جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة :{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }(الأنعام 162) .
ولا يبلغ الإنسان ذروة الكمال البشري في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه الغاية ، وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام ، وفي مقدمتهم نبيّنا محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، الذي خاطبه ربُّه جل وعلا في أعلى مقاماته - مقامِ تلقي الوحي ومقامِ الإسراء - بوصف العبودية ، باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها الإنسان ، فقال سبحانه : {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }(الكهف 1) ، وقال في مقام آخر : {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا }( الاسراء 1) ، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لهذه العبودية كلما ازداد كماله وعلت درجته .
وكل من تعلّق قلبه بمخلوق وأحبَّه ، وعلق عليه نفعه وضرَّه فقد وقع في ربقة الرقّ والعبودية له ، شاء أم أبى ، إذ الرقّ والعبودية في الحقيقة ، هو رقُّ القلب وعبوديته ، ولهذا يُقال: " العبد حرٌّ ما قنع والحرُّ عبدٌ ما طمع " ، وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه في قضاء حاجاته ، كلما قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه ، كما قيل : " احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره " .
حقيقة الغنى
ولهذا فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، ولا يتطلعون إلى مطامع الدنيا أو يلهثون وراءها لهث الحريص عليها المستكثر منها .
وقد بين ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ليس الغنى عن كثرة العرَض ، ولكن الغنى غنى النفس ) كما في البخاري ، وقال لأبي ذر : ( أترى أن كثرة المال هو الغنى ؟! إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا ، وإنما يضر نفسه شحها ) رواه ابن حبان وصححه الألباني .
وكم من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك لا يزال حريصاً على الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس ، مع أنه قد لا يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب وليست بما في الأيدي .
يقول عمر رضي الله عنه : " إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه " ، وسئل أبو حازم فقيل له : ما مالُك ؟ قال : لي مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس " ، وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : " قلة تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك " ، وقد أحسن من قال :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله ****** مخافة فقر فالذي فعل الفقر
بين همَّيْن
وهذا الحديث العظيم يضع للعبد علاجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها في حياته الدنيا ، هذا العلاج هو الاشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل ، والاهتمام بأمر الآخرة ، فإن العبد إذا شغله همُّ الآخرة أزاح الله عن قلبه هموم الدنيا وغمومها ، وخفف عنه أكدارها وأنكادها ، فيصفو القلب ويتجرد من كل الأشغال والصوارف ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ) رواه ابن ماجة وغيره بسند حسن .
وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) صححه الألباني .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه ..... " .
فعلى العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وألا يكون شديد الاضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر الأمل واليقين بأن الرزق الذي قُدِّر له لا بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص هي السبب لوصول الأرزاق . |
|
الصقر الجريح رومــانــســي فــضــي
ـالمشاركاُتٍ : 500 ــالعًمُرٍ : 36 ــاألدُوًلة : القلوب التي احبتني ــاألمهُنٍةٌ : من علمني حرفاً ملكني عبداً تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 14/09/2011 السمعة : 15003
| موضوع: رد: شرح حديث " تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى " الأربعاء أكتوبر 05, 2011 5:14 am | |
| موضوع ذو فائده شكرا على المجهود الرائع |
|
اســـــ الذكريات ـــــير نـائـب الـمـديـر الـعـام
ـالمشاركاُتٍ : 8203 ــالعًمُرٍ : 46 ــاألدُوًلة : •ღ ،،حِكَآيّةُ نَبّضٍ تَرّوْيها الحُرُوفْ،،•ღ تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 21/11/2009 السمعة : 27070 ـمزاجكـ اليومـﮱ :
| موضوع: رد: شرح حديث " تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى " الأربعاء أكتوبر 05, 2011 4:18 pm | |
| يسلمووو على المرور الكريم ومشكور على الردود الاجمل منور والله متصفحي بنورك العطر |
|
فراشه الانبار عــضــو مــمــيــز -●[ViP]●-
ـالمشاركاُتٍ : 2386 ــالعًمُرٍ : 31 ــاألدُوًلة : في قلب ماما ــاألمهُنٍةٌ : طالبه_جامعيه تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 05/08/2011 السمعة : 17422 ـمزاجكـ اليومـﮱ :
| موضوع: رد: شرح حديث " تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى " الأربعاء أكتوبر 05, 2011 5:14 pm | |
| |
|
اســـــ الذكريات ـــــير نـائـب الـمـديـر الـعـام
ـالمشاركاُتٍ : 8203 ــالعًمُرٍ : 46 ــاألدُوًلة : •ღ ،،حِكَآيّةُ نَبّضٍ تَرّوْيها الحُرُوفْ،،•ღ تًآإرٍيِـِخٌ ـآلتًسَجٍيِلٌ : 21/11/2009 السمعة : 27070 ـمزاجكـ اليومـﮱ :
| موضوع: رد: شرح حديث " تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى " الأربعاء أكتوبر 05, 2011 11:04 pm | |
| يسلمووو على المرور الكريم ومشكوره على الردود الاجمل منوره والله متصفحي بنورج العطر |
|