الاعتذار
هو تقويم لسلوك سلبي في ظاهره، وايجابي في مضمونه، فيظهر من خلاله مدى شجاعة الفرد على مواجهة الواقع، وفي الحقيقة أن هذه الثقافة غائبة لدى البعض في مجتمعاتنا العربية حيث يعتَبر الشخص المخطأ أن الاعتذار " تقليل شأن " بينما العكس صحيح فالإعتذار هو قوة شخصية وإتزان في التفكير، وقدرة الإنسان على الإعتذار هى أحدأنواع الفنون البشرية التى لا يتمتع بها الكثيرون، نعم فهى مقدرة تتطلب علماً،ثقافة، حلماً، رشداً وفكراً سديداً.
فن الإعتذار هو قيمة عالية من قيمالإنسان الراقى المثقف الذي يستطيع أن يعتذر للآخرين دون أن يتنازل عن شىء منكرامته، وفى نفس اللحظة يشعِر من أمامه بالرضا والراحة النفسية، ولو بادر كل مسىءللإعتذار لإن صلحت الكثير من الأحوال وماتت الأحقاد واندثرت الضغائن.
ما هي موجبات الإعتذار ؟
أولاً الاعتراف بالخطأ، ومن ثم الشعور بالندم على تسبب الأذى للآخرين، و أستعدادنا لتحمل مسؤولية أفعالنا من دون خلق أعذار أو لوم الآخرين ويجب أن تكون لدينا الرغبة في تصحيح الوضع من خلال تقديم التعويض المناسب و التعاطف مع الشخص الاخر .
أنواع الإعتذار :
ينقسم الناس في ادراكهم لثقافة الاعتذار الى 3 أصناف :
1-
الاعتذار السريع : وهو مراجعة النفس مباشرة عند وقوع الخطأ الغير مقصود أو السلوك السلبي عند حالة الغضب.
2-
الاعتذار بعد مراجعة النفس : وهو مايأتي متأخراً نوعاما ، بعد ان يقضي المخطأ حالة مراجعة للموقف ومحاكاة النفس، حيث ينتابه حالة تأنيب الضمير، وقد يقدم اعتذاراً رسمياً أو يدبر موقفاً غير مباشر ليبين رغبته في تصحيح سلوكه.
3-
الصنف الثالث: وهو ما نجده في مجتمعاتنا بعض الشيء، وهنا يكون الشخص مدرك تماماً لحجم أخطائه، لكنه يكابر و يمتنع عن الاعتذار ويطالب الناس أن تتقبله كما هو .
ما هي فوائد الإعتذار؟
- يساعدناالإعتذار في التغلب على إحتقارنا لذاتنا وتأنيب ضميرنا، وهو يعيد الإحترام للذين أسئنا اليهم.
-
يفتح باب المواصلة الذي أوصدناه، وفوق هذا كله هو شفاءللجراح وللقلوب المحطمة.
فكم يحقِن الإعتذار الدماء وكم يطيّب النفوس وكم يشفى الغليل، وبدون الإعتذار يظل الحدث عالقاً فى القلب محتقناً فى الصدر ويودالمعتَدى عليه أن يسترد حقه حتى ولو بعد حين. فلنكن متسامحين و إيجابيين، ولنكن أشد قوة وجرئه لتقديم الاعتذار وفتح أبواب المودة.