غبت عني !! ... و غابت أفراحي معاك ...ليش غبت و ليش ما عدنا حبااايب
شما و هزاع .. حكاية زوجين من أروع الأزواج , كانا يعيشان أروع و أسعد حياة , و يرشفان من كأس المودة و الحب أحلى مذاق... كيف انقلب الحب بينهما إلى مشاكل لا تنتهي ؟؟حتى كادت تؤدي بهما إلى الانفصال ؟؟ كيف انتبها إلى الخلل ؟ و دفعهما الحب القديم إلى محاولة إصلاح ما فسد ؟ حكاية من أروع الحكايات .. و فيها من القصص و العبر و المعلومات ما قد يفيد أي زوجين في حياتهما ... و اليكم اجمل المقاطع من هذه الرواية الرائعة الشهيرة التي حازت على اعجاب الكثيرين .. و عالجت الكثير من المشاكل .. و ايقظت الحب و الود بين الازواج ::
"....لكنه استمر في التقدم نحوي، وعيناه الجذابتين تأسران كل كياني، اتسعت عيناه وابتسمت شفتاه، وشعرت به معجبا للغاية، وينظر إلي منبهرا.. كسرت عيني إلى الأسفل، فمالت غرتي على وجهي، لأجده وقد مد يده ورفع غرتي إلى الوراء، وقال وصوته يغلبه التوتر (( مبروك عقدنا القران لتونا، فأحب والدك أن أبارك لك شخصيا بهذه المناسبة، اليوم أصبحت زوجتي رسميا))
شعرت بأني أدوخ، وقد اسقط في أية لحظة، لم أكن قادرة على السيطرة على مشاعري، غلبني حيائي، ثم هذه المشاعر التي استولت على كل كياني بمجرد أن اقترب مني، هذا الرجل له هالة ساحرة، أكاد اغرق فيها، قلت بصوت هامس خجول مترجي وابتسامة خجل تختصرني (( أرجوك لا تلمسني.... أرجوك ...أرجوك لا تقترب مني )) فيما كنت أتراجع للوراء... وهو يقترب..
............
كان القارب يتحرك ببطئ في البداية، ثم بدأ ينطلق، وزادت سرعته شيئا فشيئا، وصار يعلو ويهبط، ويضرب بقوة على سطح البحر، مشكلا نافورتين على الجانبين، وهواء البحر المنعش المحمل برذاذ الماء يبهجنا من كل جانب، ومجموعة من الطيور الراقدة هناك تتطاير كلما اقتربنا، كان الجو رائعا، والتجربة في غاية المتعة، لا شيء يصف مشاعري آن ذك، صرخت (( روعة يجننن ... )) صار يتحتضنني ويضحك، (( هل احببت ذلك، ... ))، (( بكل تأكيد.. يال الروعة ))
ثم زاد السرعة قليلا بعد... (( أوه لا...)) صرخت فيما اصبح صوت القارب وهو يشق عنان البحر، أقوى وأجمل..... كانت من أجمل اللحظات التي عاصرتها في حياتي، بل هي اجمل التجارب التي خضتها معه، إنها اشبه بركوب افعوانية ضخمة، أو ممارسة التجديف عبر نهر خطر... إلا انه اجمل من كل هذا...
همس في إذني فيما كان يطوقني (( في كل مرة كنت اخرج فيها في رحلة بحرية وحدي، كنت ادعوا الله أن يرزقني امرأة تشاركني شغفي....))، .. لا اعرف كم من الوقت مر علينا ونحن نستمتع بروعة هذه الأحاسيس، ....
في تلك الاجواء المثيرة للدهشة، ... اكتشفت عالما جديدا، وشعرت اني قريبة منه كثيرا، هذا هو عالمه إذا ، وهذا هو المكان الذي يفضله، كم انا محظوظة لانه اطلعني عليه...
...........
هدأ فورا او انه افتعل الهدوء وقال (( على كل حال يا بنت الناس، أنا رجل لا أحب المشاكل، ولا أريد ان اظلمك معي، ولأكون صريحا وواضحا معك، إن تزوجت من اخرى، فلن اعدل بينكما، قد اميل لها، ولست مستعدا لاقسم نفسي بين اثنتين، ولك الخيار في ان تستمري على ذمتي معلقة، أو ان اسرحك بإحسان....!!!!))، وضعت يدي على فمي، غير مصدقة ما أسمع، هل هذا هزاع الذي يتحدث معي، لأول مرة منذ 4 سنوات، ارى ما آلت إليه حالنا بمنتهى الوضوح، بالطبع كان يجب ان تكون هذه هي النهاية، ففي السنتين الاخيرتين كنا نعيش على فوهة بركان، ليل نهار نتشاجر، ... ماذا كنت انتظر منه غير ذلك، تعبت وتعب، وعلينا ان نفترق لنرتاح، ...
.........
كان كل خمس دقائق يسألني، (( هاه، هل ردت )) (( ما بك؟ هذه عاشر مرة تسألني )) (( أهتم بك! )) (( تهتم بي أم بنفسك!)) (( وما الفرق، انا وانت شخص واحد، مصلحتنا واحدة، .. )) قالها، وبعض الخبث يرتسم على وجهه، ففتحت عيني على اتساعهما وقلت (( ألا يفوتك شيء ابدا، ...)) ثم اخرجت هاتفي من حقيبة يدي، وقلت متحمسة (( ردت، .. لقد ردت )) فبسرعة قام وسحب الجهاز من يدي (( هاتي انا افهم منك في هذه الامور! )) قلت وانا اصر باسناني (( هزاع هات الموبايل، هذه امور نسائية، مالك شغل فيها ..هات الموبايل الحين )) ولم يهتم لما أقول كان مستغرقا في القراءة، ثم اخرج من جيبه قلما، وجر منديلا ورقيا، ودون عليه كلمات بالانجليزية، وضع المحرمة في جيبه، واعاد لي الهاتف (( خذي هاتفك، ماذا بك، تعتقدين اني سأكله، لا يؤكل، ... حتى اني لو اكلته لغصصت بهذه الكريستالات والاكسسورات التي تملأه، هل هذا هاتف ام قميص نوم، ... ام انه ثوب سهرة، ... ههههه، ناقص يتحزم ويصير رقاصه، ...)) ثم أخذ يقلبه بين يديه، بينما كنت اكاد اختنق من شدة الضحك، وتابع يقول (( لا جد والله، ليش مسوية في المسكين هالسواه، هذا اسمه موبايل، مب موبايلة، حرام عليج، مسويته حرمة، ... بيشتكيج يوم القيامة، ... وشو هذه السلسلة اللي معلقتها فيه، ليش يعني، علشان ينعش، عصر النعاشات خلاص راح، ... ههههههههه)) ثم اخذ يقلبه يمين وشمال ويغني (( يودان يودانه، ... )) .. كنت اضحك، واضحك، حتى شعرت ان قلبي سيتوقف من شدة الضحك، وانتابتني نوبة شرق، وبدأت اسعل، ... (( حرام عليك، بسسسسسسس، بموت الناس قاعدة تطالعنا )) (( اسم الله عليج، خلاص خلاص، خذيه، ..)) وهدأ اخيرا...!!!
.......
(( كنت صغيرا، وكانت هي الفتاة التي قدر لي ان اتعلق بها، مررنا ببعض المشاعر اثناء المراهقة، كانت تقضي وقتا طويلا في بيتنا، وكنا نقضي الكثير من الوقت معا، وتبادلنا بعض الرسائل، والهدايا، عبرت لها عن حبي، وبدأت ارسم حياتي المستقبلية معها، وهي ايضا عبرت لي عن حبها، ثم فجأة قبل عامين او اكثر، لا اذكر على وجه التحديد، وجدتها تتصل بي في منتصف الليل، لتخبرني بانها ترغب في انهاء خطبتنا غير الرسمية، وانها لا تشعر نحوي باية مشاعر خاصة، ...!!! لم تنتظر حتى الصباح لتخبرني بقرارها هذا ))... كان قلبي يخفق بشدة، وشعرت بدوار، وكأن الارض تميد بي، وتزلزل كياني، فاحس بي، فقربني منه اكثر، ((حكايتي معها انتهت تماما في تلك الليلة، فرغم اني لم اصدقها في البداية، إلا ان صمتها فيما بعد، ثم نبأ خطبتها من ابن خالتها، كان كاف لينهي كل امل لي فيها، وليغلق هذا الباب نهائيا، عن نفسي تألمت لفترة طويلة ربما عام، او اكثر، الامر لم يكن مقتصرا على انفصالنا بل كان هناك ما هو اشد وقعا، فالعائلة كلها تعلم اننا خطيبين، ونبأ انفصالها ورغبتها في انهاء خطبتنا جعل الجميع يتكلمون، ويسألون عن السبب، ولتنجوا بفعلتنا، بدأت في ترويج الاكاذيب والافتراءات، فقالت انها تخلت عني لأني شاب متهور، وسطحي، بل وصل بها الامر إلى الادعاء باني سكير، ... واصاحب الفتيات، ... كلام كثير وهي اعلم الناس باني كنت شابا بريئا، وكل من اعرفهن من الفتيات هن شقيقاتي وقريباتي ... ))"
.......
المصدر :: مملكة بلقيس