التركيز على الهدف الأسمى
أردت أن يقال أنك شجاع فرحت تقاتل... فقد قيل
أردت أن يقال أنك جواد فرحت تعطي بسخاء ... فقد قيل
أردت أن يقال أنك عالم فرحت تتعلم و تتفقه... فقد قيل
أردت أن يقال أنك نجم في المنتدى فرحت تكتب... فقد قيل
فلا حَـظ لك اليوم من كل مجهوداتك تلك ، فقد صارت هباء منثورا.
على بوابة أحد المتاحف عُـلقت لوحة كبيرة ، كـُـتبت عليها تعليمات و أهداف الزيارة
و كان لزاما على كل زائر أن يقرأها كلها قبل الدخول ، و كانت التعليمات أن يقضي
كل منهم مدة محددة داخل المتحف ، و عند انتهاء الوقت سيرنّ الجرس إعلانا بذلك ،
أما الهدف الأسمى فكان اقتباس جوهرة ثمينة كانت معلقة في عمق المتحف المترامي
الأطراف.
ولج الناس المتحف زرافات ، فانقسموا إلى ثلاثة أصناف :
الصنف الأول شدته اللوحات الفنية المبهرة التي تأسر العيون و سيطر على قلوبهم
حب التحف المبهرة الأخاذة ، فراحوا يستمتعون بها ناسين بالكلية الهدف الذي دخلوا من
أجله ، حتى باغتهم رنين الجرس إيذانا بانتهاء الزيارة.
الصنف الثاني لم يخفوا انبهارهم بتلك المناظر الخلابة ، وهم يقلبون في التحف ، يراودهم
الهدف الذي دخلوا من أجله ، لكنهم يسوّفون ، فمنهم من وصل للجوهرة الثمينة في
آخر المطاف ، و منهم من قضى عليه تسويفه فرن الجرس قبل تحقيقه بغيته.
الصنف الثالث منذ دخوله ركـّـز على هدفه الأسمى فسار بخطى ثابتة نحوه ، و لم يفتّ
من عضده سحر المكان ، و لم ينشغل بغير الجوهرة الثمينة ، فاقتبسها.
أتدرون ما المتحف ؟ إنه الدنيا
أتدرون ما الجوهرة الثمينة ؟ إنها التقوى و هي الهدف الأسمى.
أتدرون ما رنين الجرس ؟ إنه الموت.
كثير منا نحن المسلمين ينشغلون عن هذا الهدف الأسمى بأهداف جانبية تضر و لا تنفع.
أما في الأمور الدنيوية فجوانب حياتنا التي تشتمل على هدف أسمى كثيرة، و للأسف
البعض يشتغل بالأهداف الجانبية ، فالطالب مثلا يضع نصب عينيه التفوق في دراسته ،
لكن قد يحدث أن يزيغ عنه بتمضية الوقت في الثانويات ، بعض الأعضاء في المنتديات
ينخرطون فيها محددين الاستفادة و الإفادة كهدف أسمى ، لكن يغيره مع الوقت ليصبح
تحقيق النجومية هدفه و هو هدف جانبي.وبعض الطالبات يكون هدفهن الهامشي هو
الزواج أو إقامة علاقات مع الجنس الآخرمثلا بدلا من التفوق.. و هكذا فالأمثلة متعددة .
هيا خذوا أقلامكم فإني أنتظر تعليقاتكم و آراءكم و انتقاداتكم.