شباب اليوم يقنعون الفتاة
بالتحرر ويتحدثون بجرأة واضحة عن الوعي وقوة الشخصية والجرأة في كسر حصار
القواعد والتقاليد والعادات وعن دور النساء وحقوقهن ، ثم تكتشف الفتاة
التي تحررت من جراء هذا الحقن ، أن الشباب يبحثون معها عن طريقة لكسب ودها
وأشياء أخرى فيما بعد ، وهذا النمط من الشباب يسمى بالرجل النسونجي أو زير
نساء ، فهل تنجذب الفتاة لا شعورياً نحو هذا النمط من الشباب في محاولة
منها لتفوز بقلبه في النهاية؟.ولماذا يلجأ البعض من الرجال الى التفنن في
أساليب اللف والدوران لجذب الفتيات إليهم وهل يرون بذلك اثباتاً لرجولتهم
أم نوع من الثأر لفشل علاقة عاطفية تركت رواسبها واضحة في شخصيتهم. أو
ربما للتأكيد أنهم ما زالوا هنا وأن سن الشباب قد توقف عندهم ، ولماذا
يتناسون وضعهم سواء الاجتماعي أو المهني دون مراعاة منهم لزوجاتهم
ومشاعرهن.نوعان من الرجالم . س ، تقول: هناك نوعان من الرجال فمنهم من
يكون واضحاً منذ البداية مع الفتاة وحالها كحال الشاب أي يوجد اتفاق من
حيث المبدأ. أما النوع الخطير من الرجال فهو الذي يتلاعب بمشاعر الفتاة
بكل خفة وشطارة ويتظاهر بمظهر العاشق الولهان ، ويسعى إلى إشباع حاجاته
الجنسية والعاطفية وتتفاوت هذه الحاجة بدءاً من النظرة الساحرة إلى الكلمة
الطيبة ثم تتطور العلاقة أكثر فأكثر ومنهم من يكتفي بمتعة الحديث على
الهاتف لساعات طوال حتى من دون معرفة الطرف الآخر.والفتاة تقدم التنازلات
للشاب مرغمة بدافع المحافظة على الارتباط واستمراره أملا منها بتحقيق
مشروع الزواج.والظاهرة الملفتة للنظر أن الرجال الكبار في السن هم من
يقومون بهذه التصرفات دون احترام لعمرهم ودون روادع أخلاقية وسلوكية.وترى
ر . ع : ان الرجل كالصياد الماهر يرمي طعمه إلى أن تشبك صنارته احدى
الفتيات وهذا حال البعض من الرجال الذين يلجأون إلى العديد من الأساليب
فإما أن تشبك صنارته أو أن ينال نصيبه من الشتائم.وتتابع: أمضيت أربع
سنوات في سكن الطالبات وكنت كغيري من الفتيات معرضة للكثير من المضايقات
ولكن الظاهرة الأكثر إزعاجاً بالنسبة لي سماعي كلمات الغزل والإعجاب من
رجل في عمر والدي وأذكر أن ردي لهذا الرجل كان بكل بساطة "اخجل على شيبتك"
وعندما صادفته مرة أخرى تابع مسيره باتجاه آخر.وتعاني الفتيات في العمل
الخاص من هذه الظاهرة فتبقى الفتاة تحت رحمة صاحب العمل وفي بعض الأحيان
تكون الفتاة مضطرة لتقبل كلمات الغزل والحب لتضمن البقاء في العمل والبعض
منهن ترفض العمل بمجرد إحساسها أنها غير مرتاحة.وتصور لنا" ل . ي" ما
عانته من قلق نفسي في عملها فتقول:ما تعرضت له يعتبر إهانة شخصية لشخصي
ولكرامتي ولأهلي كون الشخص الذي حاول التحرش بي والذي يمثل قمة الهرم
الوظيفي في الهيئة التي كنت أعمل فيها يعرف تماماً من أكون بل يعرف أهلي
وكان والدي يتصل به في الأعياد والمناسبات الهامة بصفته صديقا للعائلة .
بصراحة ذهلت عندما حاول أن يسحب يدي ويقبلها عندما كنت اسلم عليه وعندما
رددت بأسلوب فيه الكثير من الجرأة والقوة دون خوف منه ومن مركزه شعر في
هذه اللحظة بنوع من الخجل الظاهر وحاول تبرير فعلته أن زمننا هكذا ودورة
الحياة هكذا ومن يريد البقاء عليه أن يكون أكثر حرية.ربما أخطأت عندما
نظرت إليه كمثال علي الاقتداء به وتضيف وكأنها تعيش الموقف ذاته من جديد:
لم أستطع فعل شيء سوى إخبار أهلي بالأمر لأنني مررت بحالة من التوتر
والقلق النفسي وقدمت استقالتي من العمل.الإحساس لا يكذب تقول" ي . م" : إن
الله خص المرأة برادار داخلي وحاسة سادسة لا تخطئ إطلاقا ، فهي قادرة على
كشف ما يخفيه زوجها من نظرة واحدة إلى عيونه. وباعتقادي أن من يتلاعب
بعواطف كل فتاة يلقاها دون مراعاة لزوجته وإحساسها كأنثى ، لا بد أن يكال
له بنفس المكيال الذي كال به لغيره. وأذكر ما حصل معي عندما رأيت زوجي
يتحدث على الهاتف مع فتاة كانت تربطه بها علاقة معينة وتكرر هذا المشهد
عدة مرات ، ولكن في المرة الأخيرة أحسست بنوع من التعب النفسي الذي أثر
بدوره علي وأجهضت حملي الذي كان في أشهره الأولى. وربما ما أزعجني أنني
أعطيته الثقة المطلقة ولأنني أراه رجلاً مختلفاً عن بقية الرجال ، ولأنني
أعرف حبه الصادق لي ، إضافة إلى أننا نشكل فريقا رائعا في تفهمنا لمشاكل
الحياة و نظرتنا الواحدة الى الأمور العالقة. واضافت: بالنسبة لزوجي دافع
عن نفسه ورفض اتهامه بأي كلمة مبرراً موقفه أنها هي التي اتصلت ، ولا يوجد
أي نوع من التواصل بينهما. لا أقول إني فقدت ثقتي بزوجي الا أنني لا أنكر
أنها تزعزعت وأصبح لدي نوع من القلق الدائم والتفكير والهواجس التي
تلاحقني. سوء الظن من اذكى الفتنالرجل (النسونجي) يكون أكثر تعصباً على
بيته وأولاده كونه يشك في كل شيء ويبرر شكه بأن سوء الظن من أذكى الفطن
هذا ما تقوله سلوى وهي مدرسة في معهد الفنون النسوية. ويتبادر لذهنها هذا
السؤال هل يستطيع الزوج العيش مع زوجة خائنة فلو سأل كل رجل نفسه هذا
السؤال لكان الجواب بالنفي قطعا.والخيانة ليست جسدية فقط فهي ممكن أن تكون
بنظرة أو كلمة غزل أو لمسة أو مجرد اتصال.أما عن زوجي فألاحظ أنه يحب
التحدث إلى الفتيات ويكثر من الحديث معهن ويلاطف تلك ويثني على الأخرى
ورده الدائم لي أن هذا الموضوع خارج عن ارادته وأن نظره يسبقه الى
الحسناوات دون وعي. التطور التكنولوجي لعبت التقنية الحديثة دوراً لا
يستهان به في انهيار الحياة الأسرية نوعاً ما ، بعد أن أصبح الهاتف
المحمول والانترنت متنفسا سهلا للعلاقات التي تتم خارج إطار
الزوجية.فالرسائل القصيرة عبر الخليوي أصبحت موضة دارجة كونها من أكثر
الوسائل الشائعة ملائمة للتخاطب بين من يمارسون الخيانة الزوجية حيث حلت
محل الرسائل الغرامية.كما لعب الانترنت دوراً من خلال خدمة الدردشة
"الشات. س . ك قال: إن الهدف الأساسي للذين يرتادون المقهى هو البحث عن
التسلية واللهو ومن يدخل غرف الدردشة يستطيع انتحال أي صفة لتسمية نفسه
بالاسم الذي يريد والجنس الذي يريد أيضاً فالمجال مفتوح أمامه للكذب فهو
يبحث هنا عن التسلية وتمضية الوقت لا غير.ويتابع إن الخدمة الجديدة ـ
الشات عن طريق الكاميرا ـ قد فسحت المجال للشباب أكثر للتواصل مع الجنس
الآخر. فكرة إقامة أكثر من علاقةأ . ق يقول: إن الفتاة تبحث عن الشاب
اللعوب بل يجذبها الرجل الذي يتقن فن الحديث عن تجاربه وعلاقاته مع النساء
وأنه الزير الذي لا يقهر ، وعندما تلتقي برجل ليس لديه باع طويل في قصص
الحب و العشق فهي تتهمه بالفتور والبرود في عواطفه اضافة طبعا لفقر
تجربته.اما م . ب يؤكد: فكرة واحدة استحوذت علينا منذ صغرنا أن الرجل وحش
آدمي ينظر إلى الفتاة كفريسة يريد التهامها ، وأن الرجل يأخذ ولا يعطي
والمرأة تعطي كل شيء دون أن تنتظر المقابل وهي الخاسر الوحيد في حال فشل
العلاقة.ونحن نعرف أن الرجل عندما يحب يصبح كالطفل الصغير وكما يقال الرجل
يبغض أربعين عاماً ويقوى على كتمان ذلك ، وإن أحب يوماً شهدت
جوارحه.بالنسبة لي فأنا أرى أنه مقابل كل رجل (نسونجي) فتاة لعوب أيضاً.
فالفتاة برأيي هي التي تبدأ في لفت نظر الشاب إليها بدءاً من المكياج
الصاخب إلى الغنج وحركات الدلال والشاب هنا إما أن يستجيب لها ويكون بطبعه
وفطرته يحب النساء ، أو أن لا يعيرها من الاهتمام شيء . فالأمر يعود لطبعه
وبيئته وتربيته و من الظلم أن نتهم كل الرجال بالنسونجية.